ونحن نعترف بأننا معشر العرب، تحرف عواطفنا بوصلة توقعاتنا نحو ميولنا، وتربك المجاملات - حد النفاق أحيانا - ترشيحاتنا، فعندما تسأل أحد الخيالة، المدربين، المحللين، أو الملاك عن من يرشح (أو يتوقع) أن يفوز بسباق كأس "غالية"؟ تجد المتقابل معه (سابقا) يعمد إلى اختيار جواد من كل اسطبل كبير، لكننا في الأخير (إعلاميا) بدأنا بالتركيز بالسؤال اختر جوادا واحدا من فضلك، فتم وضع الضيف على المحك ليختار (جوادا) دون أن يحتار! الكلام ذاته ينطبق على الاستبانات التي تجريها الصحف والوسائل الإعلامية الأخرى كافة حول توقعات كرة القدم، فتجد الهلالي الذي يتمناها زرقاء (نادراً جدا) ما يرشح النصر للفوز، بل يرشح فريقه وحتى لو كان خائفاً ويتوقع خسارته، يشدد على أنها تعادل. في المقابل النصراوي (نادرا) ما يرشح الهلال ولو كان فريقه في وضعية فنية أقل، ومتى أيقن بالهزيمة، لا يعترف، بل يعلن التعادل! كاتب هذه السطور يرى نتيجة التعادل هي الأقرب من فوز أي من الفريقين بنسبة (50 % ) و(30 %) زرقاء و(20 %) صفراء، ذلك من قراءة فنية معطياتها التالي: حراسة: طوال الجولات الماضية (لا جدال) حول تفوق عنزي النصر لا على سديري الهلال، بل على كل حراس المرمى السعوديين. دفاعياً: لغة الأرقام تضع دفاع النصر أفضل كثيراً من نظيره في الهلال. هجومياً : ذات اللغة تجعل الهلال الأفضل عناصرياً وجماعياً ومن خط الوسط الهجومي ويكفي وجود سالم ونيفيز والشمراني. يبقى الخط الأهم منطقة المناورة، وهنا لها شقان؟!. فالشق الدفاعي النصر أصلب وأقوى، وفي الشق الهجومي وسط الهلال أخطر صناعة وتسجيلا. ماذا عن التدريب؟ لأن هناك من يقول لم نقرأ رؤية، بقدر ما تم رصد ملاحظات؟! بصراحة على كارينيو النصر أن يكون في ذروة (توفيقه) - قبل تركيزه - ليعرف من يختار؟ في الحراسة والوسط الهجومي وخط المقدمة؟ هل يعيد مصابين (غير جاهزين؟) أم يعتمد على الأكثر جاهزية؟! وكيف يجابه السعودي الجابر؟ الأخير مهمته (لا شك) أيسر - بعد نجاحه أمام الكبار من الفرق المنافسة - وإشكاليته هل يعتمد "كاستيو" العائد من أمريكا (مرهقاً) أم لا؟! بالمناسبة، آراء من سألت من جماهير الناديين كانت الإجابات الأكثر من الطرفين (1/3) ونحن نرى تعادلا! بالتوفيق وليلة جماهيرية صاخبة بالأهداف.