×
محافظة المنطقة الشرقية

«الطائفية» لا تباع في الأحساء

صورة الخبر

المسؤول في الدول المتقدمة،يعتبر فعلاً مسؤولاً بكل ما تعنيه الكلمة، فهو مسؤول عن جميع ما يحدث في القطاع الذي يترأسه، ويتحمل كامل التبعات في حال إخفاقه.وعند حدوث تقصير أو خلل، والذي قد يكون بسيطاً في نظر البعض،إلا أن ذلك قد يكلف المسؤول كرسيه، ليقدم استقالته أو تتم إقالته.ولذلك يحرص المسؤول في تلك الدول على أن يطور قطاعه بشكل مستمر ليقدم أفضل الخدمات للمواطن هناك، لأن ذلك المواطن هو مقياس أداء المسؤول، وهو من يحدد بقاءه أو مغادرته لمنصبه، في حال إخفاقه في تقديم خدمات مُرضية. ولكن عند أمة العرب المعادلة مختلفة تماماً، فبعض المسؤولين في القطاع الخدمي يفكر في كثير من الأحيان، كيف يظل في المنصب أطول مدة ممكنة، ولا يمانع لو كانت أبدية، حتى أن بعض المناصب في بعض تلك القطاعات يظل ذكرها مقروناً برئيسها، وكأنهما وجهان لعملة واحدة.وإن كان البعض يتندربأن بعض المسؤولين في القطاع الخدمي لاصق بصمغ في الكرسي ولن ينفك منه أبداً، وسيظل فيه مهما حدث، سواء رضي المُراجع عن أدائه أو لم يرضَ، و لو فكرنا في موضوع الصمغ لوجدنا أن فيه تفسيراً منطقياً لبقاء ذلك المسؤول . فالصمغ هنا ليس صمغاً عادياً، ولكنه أشبه ما يكون بخلطة مركبة يستخدمها البعض عند توليه المنصب، والتي تتكون من بعض من التملق لمن هم أعلى منه، والواسطة،وتبادل المصالح، والمحسوبية،وتوسيع دائرة المعارف، واختيار الموظفين غير الأكفاء المحيطين به، ليظهر بأنه أفضل الموجود،وغيرها. وبالتالي، كلما كانت خلطة الصمغ محكمة، كلما جلس هؤلاء مدة أطول على الكرسي. وحتى لو كانت الخدمات المقدمة من قطاع ذلك المسؤول غير مرضية أو يوجد خلل فيها، أو حدوث كارثة معينة مسؤول عنها ذلك القطاع، فإن ما سيحدد بقاءه في القطاع الخدمي أو تركه للمنصب هو مدى قوة خلطة الصمغ التي صنعها. وبذلك يظل هَم مثل ذلك المسؤول عند توليه المنصب، هو تقوية صمغ كرسيه وتكملة أي نواقص في خلطته، ليظل جالساً عليه أطول مدة ممكنة، وإذا كان فيها بعض النواقص زادها؛أما حل المشاكل وتحسين الخدمات، فهي أمور ثانوية لا يهتم بها لأنها ليست مقياساً لبقائه.ولو تلاحظون أنني لم أذكر أبداً كلمة استقالة المسؤول، لأنها ببساطة غير موجودة في قاموسه. ولذلك،ومن أجل تحسين أداء خدمات القطاعات الخدمية ، فلا بد ان تتغير المعادلة بالكامل، ليعي المسؤول أن ما سيحدد بقاءه أو مغادرته للمنصب هو أداؤه فقط، وليس قوة أو ضعف صمغه. q.metawea@maklawfirm.net