تتمسك «حواء» في القنفذة بالتواصل الاجتماعي المباشرة بينهن في المناسبات كافة، على الرغم من انتشار وسائل التقنية الحديثة التي تستخدم في التواصل بين أفراد المجتمع مثل توتير والفيس بوك والواتس آب والرسائل النصية القصيرة. وتحرص النساء بمختلف أعمارهن في المحافظة الساحلية على التزوار فيما بينهن في جميع المناسبات سواء السعيدة كالزواج والأعياد أو عيادة المريض والسؤال عنه عن قرب بدلا من وسائل التواصل الحديثة التي يعتبرنها باردة ولا تفي بالغرض، محافظات على العادات التي ورثنها من الآباء والأجداد. وأوضحت أم علي أن تزوار النساء بين منازل القنفذة يجري يوميا بين القرى والأحياء، موضحة أنها تحرص على اصطحاب ثلاجة القهوة وزيارة جارتها لتجاذب أطراف الحديث، والسؤال عنها، كما تستقبل جيرانها بصفة مستمرة، في صورة تجسد الترابط الحقيقي بين أفراد المجتمع. وذكرت أن أكثر من 15 منزلا في الحي يستقبل الزوار يوميا، خصوصا في الإجازات الأسبوعية، موضحة أن تلك العادات توطد العلاقات، وتزيل أي خلافات قد تنشب بينهن. وأرجعت الغرض من الزيارة إلى السؤال عن أحوال أهالي الحي، والوقوف مع الأهل في المناسبات مثل الزواجات والنجاح أو لا سمح الله المرض. وأعربت أم علي عن حزنها حين تزور أقاربها في المدن الكبرى، إذ تلاحظ أن غالبية النساء محبوسات داخل المنازل ولا يتزاورن فيما بينهن. إلى ذلك، ذكرت أم عمر من مركز حلي (جنوب القنفذة ) أن العديد من الشابات المعلمات والموظفات وغير الموظفات يحملن أجهزة حديثة للهاتف المحمول إلا أنهن يفضلن الاقتداء بأمهاتهن في زيارة بعضهن بعضا بصفة شخصية، وفي ذلك أنبل معاني التوصل والتآخي والمحبة في زمن كثرت فيه وسائل الاتصال الباردة. وبينت أم عمر أنه حين تحضر الجارة ثلاجة القهوة تحتفي بها صاحبة المنزل وتحضر التمر والكعك والحلوى والشاي والمكسرات، ويتجاذبن أطراف الأحاديث، والسؤال عن أحوال بعضهم البعض. وأكدت أم عمر أن رب المنزل وزجته والأبناء يشعرون بالراحة والسعادة عندما تكثر حركة الزيارات داخل المنزل لما في ذلك من تعميق لأواصر المحبة والتآلف. من جهته، أفاد أحمد القوزي أن نساء القنفذة يحرصون على التواصل فيما بينهن لتوطيد العلاقات الاجتماعية، بدلا من الاعتماد على التقنية الحديثة التي تفرق بينهن، معتبرا ما تفعله نساء القنفذة يجسد أنبل صور الحب والمودة والتأخي التي ينشدها ديننا الإسلامي الحنيف.