×
محافظة المنطقة الشرقية

61 مليون ريال لتنفيذ 12 مشروع مياه وصرف في الشرقية

صورة الخبر

يبرز وقود الغاز الطبيعي المضغوط للمركبات كوقود بديل مثالي لما تقتضيه المصلحة العامة، حيث يعد واحداً من أنظف أنواع الوقود وأكثرها أماناً وفائدة مقارنة مع مصادر الطاقة الأخرى. كما يسهم استخدامه في دعم اقتصادنا الوطني وحماية البيئة وخفض البصمة البيئية، استناداً إلى توجيهات قيادتنا الرشيدة التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة والمحافظة على الموارد من أجل أجيال مقبلة. وقد تبنت أدنوك للتوزيع في خطوة غير مسبوقة في دولة الإمارات مشروعاً رائداً وخطة طموحة تمثلت في طرح وقود الغاز الطبيعي وقوداً بديلاً للمركبات في الدولة، بحيث توفر محطات أدنوك إلى جانب المنتجات البترولية وقود الغاز الطبيعي وكذلك خدمة تحويل المركبات للعمل بالغاز الطبيعي من أجل بيئة نظيفة وآمنة. وتسعى الشركة إلى تعزيز هذا التوجه في إطار مساعي تعزيز الاستدامة من خلال توسيع رقعة انتشار هذا المشروع وزيادة عدد محطات الخدمة التي تزود هذا الوقود. وقامت أدنوك للتوزيع ببناء وتجهيز مرافق البنية التحتية ل 22 محطة لتزويد وقود الغاز الطبيعي للمركبات في المرحلة الأولى والثانية من المشروع، 19 محطة في إمارة أبوظبي (3 محطات في العين و2 في المنطقة الغربية والمحطات الباقية تنتشر في مواقع مختلفة من أبوظبي)، بالإضافة إلى 3 محطات في الشارقة. 17 من هذه المحطات هي في نطاق الخدمة حالياً في مناطق مختلفة من إمارة أبوظبي (أبوظبي، العين، والمنطقة الغربية). وبالنسبة للمشاريع التوسعية التي تعمل عليها الشركة إيماناً بأهمية هذا الوقود البديل وفوائده الجمة للعملاء وللبيئة، تعزز أدنوك للتوزيع جهودها التوسعية من خلال مواصلة العمل بالمرحلة الثانية من المشروع على العامين 2015 و2016 وتتضمن إضافة 5 محطات (يتم إنجاز أعمال الإنشاءات لها) في العام 2015 و9 محطات في العام 2016 (هي في مرحلة منح العقود) ومواقعها 3 في المنطقة الغربية و 2 في العين والباقي في منطقة أبوظبي. أما المرحلة الثالثة من التوسع والتي تمتد بين العامين 2017 - 2020 فتشمل إضافة 34 محطة لتزويد وقود الغاز الطبيعي للمركبات، وستنتشر على كامل مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيتم العمل على إنجاز الإجراءات الإدارية لها بدءًا من الربع الأخير من العام الجاري. وبالعودة إلى خصائص هذا المنتج، يعتبر الغاز الطبيعي المضغوط وقوداً غازياً ممزوجاً يتركب من وقود أحفوري يمثل منه غاز الميثان ما يقارب معدل 95٪. ويستخدم الغاز الطبيعي المضغوط كوقود بديل للمركبات للأنواع التقليدية المختلفة مثل البنزين والديزل. ونظراً لكثافته المنخفضة، يتم ضغط الغاز الطبيعي إلى مستوى 250 باراً بالحد الأقصى وذلك لتحسين قدرة تخزينه على متن المركبة. كما يعتبر الغاز الطبيعي المضغوط شائعاً ومتداولاً في العديد من الدول على نطاق واسع. ووفقاً للإحصاءات المتوفرة في العام 2012 عن قاعدة البيانات الخاصة بالجمعية الدولية لمركبات الغاز الطبيعي المضغوط، فقد تم توفير خدمة الغاز الطبيعي المضغوط لأكثر من 15 مليون مركبة تخدمها 20000 محطة توفر وقود الغاز الطبيعي المضغوط في 84 دولة بمختلف أنحاء العالم. ويمكن تحويل أي نوع مركبة وبسهولة من استخدام وقود البنزين أو الديزل إلى الغاز الطبيعي المضغوط، وبعد إجراء التحويل يمكن أن تعمل المركبة باستخدام وقودي الغاز الطبيعي المضغوط والبنزين. وهناك عدة خصائص فنية وتقنية يتم تعديلها على المركبة كي تتحول للعمل بوقود الغاز الطبيعي بما في ذلك تركيب أسطوانة ثابتة في صندوق السيارة وغيرها من المعدات التي تسمح للغاز بالوصول إلى محرك المركبة. وحالياً، تعد تكلفة تحويل المركبات التي تعمل بوقود الديزل أعلى من تكلفة تحويل مركبات البنزين. وحالياً أيضاً لا يمكن تشغيل مركبات الديزل على وضع الوقود المزدوج (الغاز والبنزين)، وتتطلب عملية تحويل المركبات من الديزل إلى الغاز الطبيعي المضغوط موافقة من هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس. أما فيما يتعلق بجوانب الأمان والسلامة، فإن استخدام الغاز الطبيعي المضغوط هو حتماً أكثر أماناً للمركبات التي يستخدم فيها البنزين أو الديزل لأنه أخف وزناً من الهواء، وفي حالة وجود تسرب فإن الغاز يتشتت في الغلاف الجوي بسرعة لارتفاع درجة حرارة اشتعاله الذاتي إلى 540 درجة مئوية مقابل 360 درجة مئوية لوقود البنزين. وقد تم تصميم أسطوانات الغاز الطبيعي المضغوط لتتحمل الضغط العالي، وفقاً للمواصفات والمعايير الدولية المعتمدة، وتتم الموافقة والمصادقة على مواصفات كل مركبة تعمل بالغاز الطبيعي بعد التحويل من قبل وكالة اختبار معتمدة أيضاً. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أجهزة السلامة في معدات الغاز الطبيعي المضغوط التي يتم تركيبها في السيارة تتميز بمعايير عالية للسلامة. ويبقى خيار أن تعمل المركبة على وقود البنزين قائماً بعد تحويلها إلى الغاز الطبيعي بضغطة واحدة على زر التحويل الذي يتم تركيبه على لوحة القيادة، حيث يمكن التحويل بين الغاز الطبيعي المضغوط والبنزين حتى دون توقيف المركبة. أما فيما يتعلق بتكاليف تحويل المركبات إلى الغاز الطبيعي المضغوط، فتعتمد على نوع المركبة ومعدات الغاز الطبيعي المضغوط التي يتم تركيبها في المركبة، وتتراوح تكلفة تحويل المركبة من البنزين إلى الغاز الطبيعي المضغوط في أبوظبي حالياً بين 6 و8 آلاف درهم وفقاً لنوع المركبة وطاقة محركها (من 4 إلى 8 سيلندرات). وعند إتمام التحويل يمكن تخفيض تكلفة تعبئة الوقود بشكل ملحوظ، وفي الجدول التالي مقارنة بين استهلاك وقود الغاز الطبيعي المضغوط مقابل البنزين. ويتبين أن وقود الغاز الطبيعي المضغوط أقل تكلفة من البنزين بحوالي 40٪، إذا كانت المركبة تستهلك ليتراً واحداً من البنزين عند قطعها لمسافة 10 كم، فإنها بعد التحويل إلى الغاز الطبيعي المضغوط ستستهلك ذات المعدل أي متراً مكعباً واحداً كل 10 كيلومترات، وبالتالي فإن تكلفة الوقود لكل 100 كم من السفر تقل بحوالي 8.20 درهم مرتفعة من الغاز الطبيعي المضغوط، فستوفر نحو 30 درهماً عند استخدام الغاز الطبيعي المضغوط عند العودة من أبوظبي إلى دبي أو من أبوظبي إلى العين. وفي حال كانت سيارة الأجرة تسافر 400 كم يومياً، فإن التوفير المتوقع أن يبلغ حوالي 33 درهماً في اليوم الواحد وهو ما يعني أن تكلفة تحويل الغاز الطبيعي المضغوط 6 آلاف درهم يمكن استردادها في 6 أشهر فقط. ومن المفيد أيضاً توضيح أن كمية استهلاك السيارة من الوقود لكل متر مكعب من الغاز الطبيعي المضغوط تعادل تقريباً لتراً واحداً من البنزين، إلا أن سعة خزان الغاز الطبيعي المضغوط للمركبات التي يتم تحويلها يكون أقل من خزان المركبات المزودة من المنشأ بمواصفات وقود الغاز الطبيعي المضغوط، نظراً لأنه عند التحويل يتم وضع أسطوانة الغاز الطبيعي المضغوط في الصندوق الخلفي للمركبة. ويمكن أن تستوعب أسطوانة واحدة حوالي 12-17 متراً مكعباً من الغاز الطبيعي المضغوط الذي يقارب نفس استهلاك الأميال لوقود البنزين أي حوالي 15 و20 لتراً من البنزين. ويمكن زيادة قدرة استيعاب خزان الغاز الطبيعي المضغوط في حال القدرة على استيعاب أكثر من أسطوانة في المركبة الواحدة بالاعتماد على نوع المركبة وحجم الأسطوانة، فإن ثلث مساحة الصندوق الخلفي تستوعب أسطوانة الغاز الطبيعي المضغوط. إن عمليات صيانة المركبات التي تعمل بوقود الغاز الطبيعي المضغوط لا تختلف عن عملية صيانة المركبات التي تعمل على البنزين. كما أن وقود الغاز الطبيعي المضغوط يتميز بمميزات صديقة للبيئة ما يسهل عملية الصيانة، حيث لا ينتج عنه تلوث أو تمييع للزيت ويطيل من عمر المحرك. ويساعد غياب الرصاص من هذا الوقود على الحد من التلوث. كما يدخل الغاز الطبيعي المضغوط في المحرك على شكل غاز (وليس رذاذ أو ضباب مثل أنواع الوقود الأخرى)، ولذا لا ينتج الكربون عند احتراق الغاز الطبيعي المضغوط، الأمر الذي يحافظ على البيئة ويطيل عمر المحرك ويخفض من تكاليف الصيانة. وقد تطورت تقنيات الغاز الطبيعي المضغوط للمركبات، وأصبح ضياع الطاقة بمقدار مؤثر أمراً من الماضي، حيث لن يتعدى معدل ضياع الطاقة أكثر من 5-10٪ وقد لا تشعر بفقدان الطاقة أثناء القيادة في الظروف العادية. ويتم تزويد المركبة بالغاز الطبيعي المضغوط بنفس الطريقة التي يتم تعبئتها بالبنزين أو بالديزل، ويستغرق حوالي نفس مقدار الوقت اللازم لتعبئة المركبة بشكل اعتيادي. فضلاً عن أن الغاز الطبيعي المضغوط له أعلى كفاءة في الاحتراق كونه وقوداً غازياً وهو مكون من الميثان وهو أبسط الهيدروكربونات، ما يجعله أنظف وقود وأكثر كفاءة. استخدام الغاز الطبيعي المضغوط يقلل انبعاثات الغازات الضارة بشكل ملحوظ مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت التي تسبب الأمراض الخطيرة مثل السرطان والربو وغيرها، كما يساعد الغاز الطبيعي المضغوط في الحد من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري. ووفقاً لدراسة صادرة عن مجلس الموارد الهوائية في كاليفورنيا أن الغاز الطبيعي المضغوط كوقود يقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المركبات الخفيفة بنسبة 29%. أي أن مركبة أجرة متوسطة الحجم تسافر 400 كم كل يوم ينبعث منها حوالي 1.65 طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. ونفس سيارة الأجرة التي تستخدم الغاز الطبيعي المضغوط يقل انبعاث ثاني أكسيد الكربون بحوالي 480 كغ سنوياً. وعند تحويل 1000 مركبة أجرة من الوقود إلى الغاز الطبيعي المضغوط يؤدي ذلك إلى الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أي ما يعادل الحفاظ على 22 ألف شجرة! عبدالله سالم الظاهري *الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية للتوزيع