أكد عدد من متابعي برامج الكوميديا في شهر رمضان أن أغلبها لايعدو كونه تقليدا أو تهريجا لأنها لاتقدم رسائل مجتمعية هادفة تخدم وتتلمس حاجيات المواطن البسيط لإظهارها بشكل كوميدي إلى السطح للوصول إلى معالجتها، وتحقيق الهدف الأسمى من الكوميديا منذ أن عرفت في تاريخ الفن القديم، وأرجع البعض ذلك الطرح إلى التنافس حاليا من وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم بعض الشباب فقرات كوميدية هادفه عبر برامج (اليوتيوب والكيك) في إشارة إلى أن المستقبل سيحمل تغييرا لخارطة الأعمال الكوميدية في ظل اهتمام الشباب حاليا بتصنيع مسلسلات وبرامح وفقرات كوميدية باجتهادات شخصية بعيدة عن تكاليف الإنتاج الباهظة والمعقدة . أحمد العباسي أكد أنه أحد المتابعين لبرنامج (واي فاي) وأنه يتمنى أن تحذف بعض الفقرات التي لاتتعدى أن تكون تهريجا لاترتقي إلى مستوى الذائقة الفنية للمتلقي كون وسائل التواصل الاجتماعي تزاحم الفضائيات على تقديم مقاطع كوميدية قد تكون ذات هدف أوسع وأكبر. فيما كشف المتابع عبدالله التابعي أنه بشكل عام لايوجد في الكوميديا المعروضة هذا العام مناقشة لقضايا المجتمع الحساسة، بل إنه يشاهد برامج تقليد فقط لا تتعدى مجرد الانتقاد الشخصي لبعض الأشخاص أو المؤسسات دون الخوض في المشاكل الاجتماعية التي يتمنى المواطن البسيط أن تقولب في شكل كوميدي لتظهر إلى السطح، وتقديم رسالة هادفة للمجتمع . أما صالح عطية فأشار إلى أن عددا كبيرا من البرامج سواء كانت في قنواتنا السعودية أو الفضائيات المختلفة لاتجيد التعامل مع الوضع الحالي للمجتمع ولاتعبر عن شخصيته الحقيقيه، فتجد بعض المشاهد تصور في أماكن وفنادق 7 نجوم لاتمثل مايعيشه المواطن وخاصة الفئة الوسطى منه، وبذلك لن تصل الرسالة بشكل مباشر إلى المتلقي . عبدالرحمن عصيدان أكد رفضه التام للعديد من البرامج والمسلسلات التي ليس لها أي هدف سوى ملء فراغ الشاشات بتقديم الغث مطالبا كتاب تلك البرامج والمسلسلات محاكاة الواقع، والبعد عن التنظير وتغيير الحقائق . فيما أشاد صالح البهلوان بمستوى الإخراج والإنتاج الضخم لتلك المسلسلات والبرامج إلا أنه ينقصها أن تتناول عددا من قضايا الساحة السعودية بشكل جريء، وهموم الشباب السعوديين، وبعض القضايا الحساسة في مجتمعنا بطرح جريء يميل إلى المصداقية والشفافية ليسهم الفن في الارتقاء بالمواطن لا أن يقف موقف المهرج الذي لا رسالة له ولا هدف . عبدالرحمن جيلان أضاف: أنه ومع الانتشار الواسع لعدد من البرامج العالمية للتواصل وأشهرها (يوتويب) فقدت تلك الفضائيات الاهتمام الأول حيث كانت في الفترات السابقة هي المتنفس الوحيد لجميع فئات المجتمع ولابد أن تقدم نماذج مختلفة لتلحق بالركب وإلا ستظل تدور في حلقة مفرغه هدفها الإعلانات فقط . أحمد تركي أكد أنه أحد متابعي المسلسل السوري (باب الحارة ) في كافة أجزائه لما يحمله من فكر مختلف في الطرح مؤكدا أنه لا يتابع الكوميديا في شهر رمضان كونها تخرج عن إطار الكوميديا ولا تمثل إيجابية في الطرح . فيما أكد أحمد ضبيع الغامدي أن للكوميديا العالمية قواعد وأسسا لابد أن يراعيها كتاب السيناريو في المملكة والمنتجون؛ وذلك بتقديم رسائل توعوية للمجتمع خاصة في هذا الشهر الفضيل بعيدا عن مانشاهده اليوم من طرح غير عقلاني يميل إلى برامج التقليد فقط . وتساءل خالد كجم عن غياب تام لعدد من المشاكل الاجتماعية للمواطنين في المسلسلات الرمضانية أهمها تأمين المسكن، والأمان الوظيفي إضافة إلى تناول قضية المخدرات وأثرها على المجتمع خاصة بعد تزايد أعداد المدمنين وعدم قدرة المراكز الطبية على علاج تلك الحالات، مؤكدا أن دور الفضائيات أكبر وأعمق من تقديم كوميديا ومسلسلات لمجرد العرض فقط .