أكد وزيـر الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس مجلس الدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، أن المملكة قامت على تحكيم الكتاب والسنة. وبين آل الشيخ خلال افتتاحه البارحة ورشة عمل «التأصيل العلمي والعملي لدعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ــ رحمه الله ــ» بمقر الوزارة، أن الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ أقام المملكة على منهج سلف الأمة، واحترام جميع المذاهب واجتماع المسلمين، والتعاون مع الجميع، فصارت شاملة في مفهوم الدولة السعودية الثالثة بنظرة الإمام، والعلماء في ذلك الوقت إلى تجديد مهم في كيفية علاقة الدولة السعودية الثالثة بالناس في داخل البلد وبالمسلمين في كل مكان، وبغير المسلمين وبالدول، وبالاتفاقيات، كان ذلك بالنظر إلى مصالح عظيمة جدا وتحقيقا لما هو من مقتضيات تحقيق في الدين. ونوه إلى فضل العلماء ومكانتهم وعلمهم ودعوتهم وأنهم ورثـة الأنبياء، ثم تحدث عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ــ رحمه الله ــ ودعوته الإصلاحية، مبينا أنها دعوة تجديدية، وأهل العلم جميعا مجددون، منهم من يجدد أمر الديانة بالعلم بتوحيد الله ــ جل وعلا ــ وما أنزل في ذلك واتباع محمد ــ صلى الله وعليه وسلم ــ ، ولزوم أصول الدين، والتعليم بأنواعه، والنهوض بأمر الدين علما وعملا، والنهوض بأمر فقه الكتاب والسنة في المسائل العملية، والنهوض بأمر القضاء في تحاكم الناس إلى الكتاب والسنة وما قاله العلماء فهما من الكتاب والسنة، وما دون في كتب الفقه وكتب التقاضي وهكذا في غيره من السلوك والعلم. وأضاف: «فكل مجال من مجالات العلم والعمل التي دعا إليها النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وجاءت في القرآن والسنة تحتاج إلى مجددين، وهذا التجديد الشامل ينوب به العصبة من أولي العلم ولكن لابد من الاجتماع على تحقيق ذلك وهذا الاجتماع يكون بالتعاون على البر والتقوى كل في مجاله، وأن ينسى المرء ذاته مهما بلغ في سبيل تحصيل الحصانة العظيمة للدين، والحماية للتوحيد وللسنة، وهذا الأمر جاء مؤصلا في هذه الفكرة، فكرة هذه الورشة». وأشار إلى أن هذه الورشة تأصيل علمي وعملي، يشارك فيها نخبة من ذوي التخصصات المختلفة، وتشمل مناحي شتى، وتتضمن برامج عملية منوعة كثيرة تخاطب كل فئات الناس في بلدنا. من جهته، قال عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رئيس لجنة برنامج دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية، الدكتور عبدالعزيز بن محمد السعيد، إن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ــ رحمه الله ـ كان لها أثر عظيم في توجيه الناس إلى الرجوع إلى المعين الصافي كتاب الله وسنة نبيه ــ صلى الله عليه وسلم ــ ، وترك المحدثات والخرافات؛ حتى أضحت الجزيرة العربية ونجد على وجه الخصوص حاضنة للعلم، ظاهرة فيها السنن، قائمة بالشرع، بعلمائها وأمرائها وعامتها، ولاتزال المملكة كذلك. إلى ذلك، ذكر وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، أن إطلاق هذه الورشة يأتي انطلاقا من رسالة هذه الوزارة في نشر الدعوة إلى الله وبث العلم الشرعي وترسيخ الوسطية بين الناس..