×
محافظة المدينة المنورة

440 ناخبا وناخبة خلال 10 أيام بالمدينة

صورة الخبر

اشتغل «الخط الساخن» بين بيروت وعواصم القرار على وقع المشهد المخيف الذي أطلّ برأسه من وسط العاصمة اللبنانية ليل الأحد الإثنين مع المواجهات التي انفجرت بين القوى الأمنية ومندسّين في التظاهرة التي كانت دعت اليها حملة «طلعت ريحتكم». وسرعان ما ارتسم من خلف دخان الصِدامات، سباق بين الاتصالات الدولية والعربية القلقة التي تلقّاها رئيس الحكومة تمام سلام محذّرة من انزلاق الوضع الى ما هو أخطر ومشجعة اياه على عدم الاستقالة، وبين التحذيرات التي أطلقتها دول خليجية لرعاياها من السفر الى لبنان او البقاء فيه. وفي هذا الإطار، أهابت سفارة الكويت في بيروت بجميع المواطنين الكويتيين الموجودين في لبنان «بضرورة أخذ الحيطة والحذر بشكل عام والتواصل مع السفارة عند الضرورة». ودعت السفارة في بيان صحافي المواطنين الموجودين «إلى عدم الاستمرار بالبقاء في ظل الظروف الأمنية الحرجة التي يشهدها لبنان، وذلك حفاظا على أمنهم وسلامتهم»، مناشدة في الوقت نفسه المواطنين بعدم السفر إلى لبنان. وأعربت عن تمنيها للبنان الشقيق «دوام الأمن والاستقرار وعبور هذه المرحلة بسلام». وفي السياق نفسه، طلبت وزارة الخارجية البحرينية من المواطنين البحرينيين «عدم السفر إلى لبنان، وذلك حرصا على أمنهم وسلامتهم، نظرا لما تشهده تلك البلاد من أوضاع أمنية غير مستقرة»، داعية «المواطنين الموجودين في لبنان إلى المغادرة فوراً». وفي موازاة ذلك، تلقى الرئيس سلام سلسلة اتصالات من سفراء الدول الكبرى والاتحاد الاوروبي تمنت عليه وجوب عدم الاستقالة بسبب الخوف من أن تتطور الامور نحو إدخال لبنان في الفوضى العربية وهو ما لا يريده المجتمع الدولي. وفيما أشارت تقارير الى اتصالات أجراها عدد من سفراء الدول العربية بعدد من القيادات الفاعلة في لبنان طالبين منها دعم الحكومة، وإلا فإنها تتحمل مسؤولية سقوط الاستقرار في لبنان، أفادت صحيفة «النهار» عن اتصالات أميركية أجريت مع إيران من أجل الحفاظ على الاستقرار في لبنان. واستُكملت الاندفاعة الدولية - العربية دعماً للبنان وشرعيته، بسلسلة زيارات لرئيس الحكومة أبرزها من السفير الاميركي ديفيد هيل الذي أعرب عن «حزنه العميق حيال المشاهد العنفية التي رأيناها وتقارير الاصابات التي وقعت في التظاهرات التي جرت خلال نهاية الأسبوع والتي عبّر من خلالها المجتمع المدني اللبناني النابض بالحياة عن إحباطه ازاء الشلل السياسي الذي أبقى لبنان أسيراً لفترة طويلة جداً»، معلناً تأييده إجراء تحقيق دقيق والمساءلة داعياً الى «ضبط النفس». وأكد هيل الذي زار سلام يرافقه نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي اندرو اكسوم، أنه ناقش مع سلام «التحديات التي تواجهها الحكومة، ولا سيما في أعقاب التظاهرات»، لافتاً إلى الحق في حرية التعبير والتجمّع، بوصفه «إحدى قيمنا الأساسية المشتركة، وكما قال رئيس الحكومة في تصريحه، هذا حق يجب حمايته، وإذا تبيّن أن هناك انتهاكاً لهذا الحق، فلا بدّ أن تكون هناك مساءلة كما دعا سلام». وجدّد تأكيد «دعم الولايات المتحدة القوي لجهود رئيس الحكومة للمضي قدما بالتوافق السياسي حتى تتمكّن الحكومة من العمل على العديد من القضايا الملحة»، لافتاً إلى «أنّ لدى جميع الأطياف السياسية اللبنانية مسؤولية أمام ناخبيها للعمل من أجل المصلحة الوطنية»، ومشيراً إلى أنّ «المواطنين اللبنانيين يستحقون أن يكون لديهم خدمات أساسية يمكنهم الاعتماد عليها، كما يستحقون مجلساً نيابياً يتغلب على انقساماته وينتخب رئيسا للجمهورية». بدورها أصدرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ بياناً حول «التظاهرات الأخيرة في بيروت» أكدت فيه «أهمية حماية حق المواطنين بالتعبير سلمياً عن تمنياتهم ومطالبهم»، موضحة «ان التقارير حول العنف والخراب لممتلكات عامة من البعض بعد تظاهرة الأحد هي مصدر قلق شديد»، وداعية جميع المعنيين «الى ضبط النفس». ولاحظت «البيان الواضح لرئيس الحكومة تمام السلام يوم الأحد»، معبرة عن «دعمها القوي لجهوده من أجل تعزيز التوافق السياسي»، ومكررة «الدعوة للمحاسبة السياسية للقادة اللبنانيين تجاه مواطنيهم». وقالت:«على القادة اللبنانيين العمل لصالح المصلحة الوطنية وخصوصاً في هذه الأوقات الحرجة حيث لا يحتمل لبنان المزيد من الركود أو استمرار الأزمة السياسية المحلية التي تؤدي الى الضرر الاقتصادي والى تدني مستوى الخدمات الأساسية وفي نهاية المطاف الى تفتت استقرار البلد وأمنه»، مشددة على «أهمية صنع القرارات بشكل فعال وملح من قبل الحكومة». اما جامعة الدول العربية فأعلنت عن متابعتها لتطورات الأوضاع فى لبنان فى ضوء تظاهرات وسط بيروت. وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربى، فى تصريح مقتضب امس رداً على موقف الجامعة من التظاهرات التي تشهدها العاصمة اللبنانية وتداعيات استمرار حال الفراغ الرئاسى منذ أكثر من عام، أنه أجرى اتصالا هاتفياً بوزير الخارجية اللبنانى جبران باسيل، لافتاً إلى أنه سيعاود الاتصال به للوقوف على آخر المستجدات فى لبنان.