عقد الرئيس الأميركي باراك أوباما قمة رئاسية «استراتيجية» مع ملك المغرب محمد السادس امس. وتطرقت القمة الأولى بينهما، الى ملفات اقليمية ودولية شائكة تصدرتها قضية مكافحة الارهاب و«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي»، الى جانب دور اكبر للرباط في عملية السلام لدفع المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. كما بحثا في تعميق التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين. وتوّجت القمة زيارة استمرت ثلاثة أيام لملك المغرب لواشنطن، هي الأولى منذ عام 2004. واستقبل الرئيس الأميركي ضيفه في البيت الأبيض في لقاء مثقل بملفات اقليمية ودولية والعلاقة الاستراتيجية بين البلدين. وأبلغت أوساط مطلعة في واشنطن «الحياة» أن المحادثات تطرقت في شكل أساسي الى ملف تنظيم «القاعدة» والمجموعات المتصلة به في شمال افريقيا، وتكثيف التعاون الأميركي-المغربي لمكافحة هذا التهديد، وخصوصاً بعد التدخل العسكري الفرنسي في مالي، وصعود نفوذ التنظيم في ليبيا عقب المرحلة الانتقالية. كما شملت المحادثات ملف عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والسبل التي يمكن المغرب المساعدة بها لدعم المفاوضات، وصولاً الى حل الدولتين وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وردم الهوة بين «فتح» و «حماس». كما تم البحث بالتبادل التجاري بين الجانبين والذي تضاعفت ارقامه منذ توقيع اتفاق التجارة الحرة بين البلدين في 2004 وبدء تنفيذه في 2006. ويتخطى حجم التبادل بين الجانبين اليوم البليون دولار سنوياً. ويتوقع أن يغادر الوفد المغربي واشنطن اليوم (السبت) بعد زيارة تخللتها لقاءات للملك محمد السادس مع أركان الادارة بينهم وزيرا الخارجية والدفاع جون كيري وتشاك هاغل، واجتماعات للوفد المرافق مع قيادات ولجان العلاقات الخارجية في الكونغرس. وفي الرباط، أبلغت مصادر مطلعة «الحياة» أن ثمة اتجاهاً لأن يستضيف المغرب اللقاء المقبل الذي سيجمع وزير الخارجية الأميركي بالدول العربية الأعضاء في مبادرة السلام العربية. وأضافت المصادر أن الإدارة الأميركية تولي اهتماماً خاصاً للتعاون الامني مع المغرب لإحلال الأمن والاستقرار في منطقة الساحل جنوب الصحراء، خصوصاً ان الرباط استضافت أخيراً مؤتمراً إقليمياً وضع خطة لتعزيز أمن الحدود على إثر الانفلات الأمني التي بعض دور الجوار الإقليمي. ورجحت المصادر أن يتفق المغرب والولايات المتحدة على وسائل مكافحة التطرف في منطقة الساحل التي تشكل هاجساً متنامياً بالنسبة الى الغرب.