باتت حفلات التخرج، التي تقوم بعض المدارس بتنظيمها سنوياً للطلبة في المراحل الدراسية المختلفة مرهقة لأولياء الأمور، الذين باتوا يعيشون بين خيارين أحلاهما مر، فالأول أن يرضخ أولياء الأمور لمطالب إدارة مدرسة أبنائهم، فيدفعوا تكاليف إضافية لحفل التخرج تصل في بعض المدارس لـ 1000 درهم، والثاني عدم الموافقة، وهنا يشعر الطالب المحروم من حضور الحفل بأنه أقل من زملائه، ويؤثر على حالته النفسية. منطقة الشارقة التعليمية وضعت ضوابط وتعليمات لحفلات التخرج في المدارس الخاصة، مؤكدة أهمية إقامتها في مسارح المدارس ذاتها، كما طالبت برفع طلبات حفلات التخرج إلى إدارة المنطقة، للموافقة عليها، حسب نموذج أعدته الشؤون الإدارية لهذا الغرض قبل 20 يوماً من موعد الحفل، مع ضرورة إرفاق برنامج الحفل، وشددت المنطقة على الالتزام باللائحة التنفيذية رقم 52، التي تنص على عدم تقاضي رسوم مدرسية إضافية غير منصوص عليها في اللائحة التنفيذية أو دون موافقة الوزارة. شكاوى وبينت أنه في حال ورود أي شكوى عن جمع أي مبالغ مالية، يتم التحقق مما ورد في الشكوى مع التأكيد على المدرسة بإعادة المبلغ إلى الطلاب أو الطالبات والالتزام بالتعليمات الخاصة بالنشاطات والحفلات. وأبدى عدد من الأهالي اعتراضهم عما أسموه ظاهرة التربح من حفلات التخرج، التي أصبحت واضحة للعيان، مؤكدين أنهم يرضخون للدفع حتى لا تتأثر نفسيات أبنائهم، ويشعرون أنهم أقل من أقرانهم، مطالبين بتطوير ثقافة الاحتفال بيوم التخرج بشكل أفضل، لافتين إلى أن حفلات التخرج تستنزف ميزانيات عالية وجهود واسعة من منظميها، بحيث باتت واجباً حتمياً على الجميع التقيد به. تقول أم الطالبة تالا وهي ابنة الـ 4 سنوات: يجب أن تقتصر حفلات التخرج على إقامتها داخل المدرسة، من خلال حفل وفقرات مبسطة تقام في مسرح المدرسة، مشيرة إلى أن روضة ابنتها طلبت منها 500 درهم شاملة استئجار الروب نظير مشاركتها في حفلة التخرج، عازية أن الإدارة أرجعت ارتفاع السعر إلى استئجار قاعة في فندق لإقامة الحفل، مشيرة إلى أنها وضعت أمام خيارين إما توفير متطلبات الحفل المكلفة، وإما حرمان ابنتها الوحيدة من فرحة التخرج. تكلفة والد الطفلة فريال قال، إن حفل ابنته الطالبة في الصف الأول سيكلفه قرابة 250 درهماً، مشيراً إلى أن الحفلات تقام على حساب أولياء الأمور، وهو ما يُعد مخالفة صريحة لأنظمة التربية. ويتحدث إبراهيم محمد ولي أمر عن صعوبة دفع الأقساط الدراسية لأبنائه الثلاثة، إضافة إلى المصاريف اليومية والواجبات الأخرى، لكنه كما يقول، مضطر لمواجهة كابوس نهاية العام، الذي يسمى حفلات التخرج، ومن الصعب أن ترفض حضور ابنك حفل تخرجه مع زملائه. ومن جهتها قالت مديرة إحدى المدارس الخاصة، إن أولياء الأمور هم من يطالبون المدرسة بإقامة حفل تخرج، وإنهم على استعداد للدفع، لافتة إلى أن الحفلات باتت نوعاً من أنواع الوجاهة التي انتشرت في الآونة الأخيرة، لا سيما في قطاع المدارس الخاصة. وبدوره أكد مصطفى الموسى مدير مدرسة المعرفة الخاصة أن حفلة التخرج هي فرحة لكل طالب وولي أمر، ولكل من يعمل في المدرسة، وعليه فإنه من الصعوبة استغلال هذه المناسبة، لافتاً إلى أنهم يقيمون سنوياً حفل تخرج لأبنائهم الطلبة من المرحلة الثانوية، في مسرح المدينة الجامعية أو قاعة الجواهر، مؤكداً أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال تقاضي مبالغ من الطلبة نظير الاحتفاء بهم، وبإنجازاتهم. المصروفات المدرسية ينظر أولياء أمور إلى حفلات نهاية العام الدراسي على أنها تشكل عبئاً آخر، يضاف إلى سلسلة المطالبات المالية المكلفين بها من مدارس أبنائهم، والتي أبرزها الرسوم المدرسية المرتفعة، ورسوم حافلة وزي مدرسي وطقم رياضي ووسائل تعليمية لكل المناهج، وهي مستمرة طوال العام، ما يكبد الأسر مبالغ كبيرة.