الهيئات التدريسية والإدارية إلى المدارس، بعد غد الأحد، وبعدها عودة الطلاب، فهو إذاً موسم العودة إلى المدارس، وهو موسم كلام يتردد عاماً بعد عام، عن الاستعدادات بما فيها الصيانة، خصوصاً صيانة المكيفات، وهو ما يتوقع إثارته هذا العام أيضاً، وهذا العام خصوصاً نظراً لبدء الدراسة في صيف حارق قد تمتد حرارته إلى آخر سبتمبر/أيلول، أو أوائل أكتوبر/تشرين الثاني. طبعاً الذي نتمناه عكس ذلك، وهو أن تصدق وعود الفراغ من الاستعدادات في الوقت المناسب، وواقع الحال أننا لا نتناول هنا جهة بعينها، فمسؤولية موسم العودة إلى المدارس تتوزع على جهات رسمية متعددة، مِنْ بينها وزارة التربية والتعليم ومجلس التعليم في أبوظبي وهيئة المعرفة في دبي. كذلك بالنسبة إلى اكتمال أو عدم اكتمال المدرسين، وفي سنوات سابقة رأينا اكتمالاً مبكراً، وفي سنوات غيرها رأينا نقصاً متأخراً، فماذا عن عامنا الدراسي هذا؟ نتمنى أن يمر الأمر في سلاسة ويسر، بعيداً عن ارتفاع أصوات الطلاب والمعلمين والهيئات الدراسية وأولياء الأمور بمرير الشكوى. نتمنى ألّا يكون هناك تأخير أو نقص في أي ناحية تخص موسم العودة إلى المدارس، لكن ما يأمله المجتمع مع ذلك وقبله، هو أن نحس جميعاً، معلمين وطلاباً وأولياء أمور، بمشروع تطوير التعليم، وقد أخذ يتحقق ويؤتي أكله. لا يجوز أن يظل التطوير، بما هو واقع، حلماً معلقاً ومؤجلاً عاماً بعد عام. نريد مع بداية كل موسم دراسي ومع نهايته أن نعرف مواقع أقدامنا بالضبط، وهل تقدمنا أم تأخرنا أم ماذا. مشروع التطوير للتطبيق وللمس آثاره وليس للتنظير المستمر، إلى ما لا نهاية. يجب ألّا ننسى وعد التعليم العام بإعداد خريجي الصف الثاني عشر في الثانوية إعداداً يناسب مدخلات التعليم العالي بحلول العام الدراسي 2018/ 2019، في خطوة تجنب مؤسسة التعليم العالي حوالي ثلث ميزانيته التي ينفقها الآن على التعليم التأسيسي، أو إعادة التأهيل في عدد من جامعاتنا الوطنية. مهم جداً إيجاد وسائل قياس تؤدي إلى نتائج معلنة عن تطوير التعليم، وتأمين تمويل واقعي ومجزٍ للتعليم في بلادنا، مع مرور كل عام دراسي، ولا نريد خطابات افتتاحية حماسية وإنشائية، نريد من وزير التربية والتعليم، ومَنْ في حكمه إجابات شافية عن أسئلة مجتمعنا الذي ظل يُرددها عن التعليم ومشروع تطويره، من دون أن يتلقى رداً معقولاً. ونتمنى أن يتقدم الميدان التربوي في الإمارات من دون أن يتحول إلى ساحة للتجريب الأعمى، الذي لا يُراكم أية تجربة أو خبرة. نتمنى في بداية كل عام دراسي جديد أن نواجه تحديات التعليم بعلم وموضوعية ومنطق. ebn-aldeera@alkhaleej.ae