(يوسف)جاء شاب في نهاية العشرينات الى عيادة القلب نحيل الجسم شاحب الوجه خفيف الذقن ويبدو عليه الاضطراب والتوتر...وعندما جلس بدأ بقوله: يادكتور انا ما فيني الا العافية وموظف في بنك وحياتي مستقرة وامارس الرياضة مع زملائي ولا اشتكي من أي امراض مزمنة ولا آخذ أي ادوية ...ذهبت الى الطبيب العام اشتكي من كحة بسبب زكام شديد والتهاب فيروسي اصبت به...وكانت كحة جافة ..وعندما بدأ الطبيب يسمع قلبي أخذ وقتا طويلا في الاصغاء للسماعة ثم قال لي عندك صوت في القلب !! متأكد يادكتور فأجاب بالإيجاب وانه في الغالب لدي تضيق في الصمام الاورطي واحتمال احتاج ان اغيره خلال سنتين!! او تتدهور عضلة القلب إذا اهملته ؟!...نزل كلام الطبيب كالصاعقة علي وكانت صدمة بكل معنى الكلمة فأنا مقبل على الزواج قريبا ومازال امامي الكثير من الاحلام لتحقيقها ...فأحسست ان كل ذلك ذهب مع ادراج الرياح امام ناظري...كان أخي يرافقني فغضب وطلب مني المغادرة وشكك في كلام الطبيب وطلب مني التأكد بزيارتك واخباري بالضبط ماذا اعاني منه. بإجراء الكشف السريري على (يوسف) وتأكيده بالفحوصات اتضح ان الحالة التي يعاني منها الشاب هي الصمام الاورطي ثنائي الشرفة...وسأبسط الحديث حول هذا الموضوع بعرض أسئلة المريض وأجوبتها اللي دارت في ذلك اللقاء لفائدة القراء الكرام ومن أصيب بهذا المرض واقارب المرضى الذين يعانون المرض. س1: ما هو مرض الصمام الاورطي ثنائي الشرفة؟ هو أكثر الامراض الوراثية للقلب انتشارا حيث انه يصيب حوالي 1% من البشر....وهو يكثر في الرجال الى ثلاثة اضعاف انتشاره مقارنة بالنساء ..ومن الممكن ان يكون ابواه مصابين به ومن الممكن ان يكون هو الوحيد في العائلة المصاب به او ما يسمى في علم الوراثة (الطفرة) ومن الممكن ان يكون التغير في الصمام لوحده او مع تغيرات وراثيه أخرى في القلب او الشريان الاورطي او غيرهما من أعضاء الجسم...وهو يكثر في المرضى الذين يعانون من مرض تيرنر الوراثي في الفتيات وكذلك ممن يعانون تضيق الأورطي الوراثي في الجزء النازل منه...الغالبية يكتشفونه مصادفة كما حدث عن طريق سماعة الطبيب في الفحص العام ولكن هناك من يأتي على شكل التهاب بكتيري وحرارة بسبب التصاق البكتيريا بالصمام واتلافه وانتشارها في الدم ...وهناك من يأتي على شكل اعراض تضيق الصمام وهي بالمناسبة اكثر من اعراض ارتجاعه وتأتي على شكل ضيق التنفس او الم الصدر او الاغماء ..اما ارتجاع الصمام فتأتي على شكل ضيق التنفس والخفقان واعراض ضعف القلب واخيرا قد تأتي على شكل فتق في بطانة الاورطي وهي تأتي على شكل الم شديد في الصدر مع ارتفاع في الضغط في الضغط في جانب وهبوط للضغط في جانب آخر من الجسم. س2: ماهي مضاعفات هذا المرض؟ الغالبية العظمى من الحالات يعيشون حياه طبيعية ...ولا يحتاجون سوى متابعه سنوية اما المضاعفات النادرة فهي: تضيق الصمام او ارتجاعه التهاب البكتيري للصمام توسع الشريان الاورطي وماجد يصاحبه من فتق في الاورطي. س3: هل من الممكن ان يصيب ابنائي؟ نعم.... جميع الأقارب من الدرجة الأولى الاب الام والاخوان والاخوات والابناء والبنات يجب فحصهم لهذا التغير الوراثي بالأشعة الصوتية سواء في الصمام او جذر الشريان الاورطي. س4: هل من الممكن ان اتزوج؟ نعم من الممكن ان تتزوج وتأخذ المنشطات الجنسية ان شئت وليس هناك ما يمنعك من القيام بواجباتك الأسرية. س5: هل يمنعني من السفر او الرياضة؟ ج: ليس هناك ما يمنعك حاليا من السفر او الرياضة غير العنيفة. س: هل إذا ذهبت الى طبيب الاسنان لابد من اخذ مضاد حيوي؟ ج: لا..فالتوصيات العلمية الحديثة لجمعية القلب الأمريكية لا توصي بذلك فمن يحتاجون علاجا للأسنان او اللثة مهما كانت نوعية العلاج: خلع، تنظيف، حشوات، علاج عصب، تقويم... فهم لا يحتاجون الى مضاد حيوي كوقاية من ناحية القلب ويترك القرار للدواعي الطبية من ناحية الاسنان لطبيب الاسنان نفسه ويستثنى من هذه القاعدة من لديهم صمام صناعي او سبق ان اصيب المريض بالتهاب بكتيري في الصمامات او لديه امراض وراثية في القلب من الطفولة قد تسبب الازرقاق او لديه زراعة للقلب. والخلاصة ان الصمام الاورطي ثنائي الشرفات هو من أكثر امراض القلب الوراثية شيوعا ومن السهل متابعته والتعامل معه ومع مضاعفاته ولكن يحتاج المريض الى متابعه مستمرة وبشكل منتظم مع طبيبه المتابع لحالته.