مؤخرا، اكتشفت أن هناك علاقة بين سلسلة أفلام "مهمة مستحيلة" لتوم كروز، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والمعروف بـ "داعش". قد يفاجئ هذا الاكتشاف "العظيم" البعض، ولكن أحداث الجزء الأخير من هذه السلسلة تستمد قصتها ومجرياتها من قلب التنظيم، بدءا من طبيعة العمليات التي يقوم بها، وانتهاء بتجنيد المقاتلين والأعضاء الجدد. لمن لم يشاهد فيلم "مهمة مستحيلة" الذي يعرض حاليا في السينما، يحكي الفيلم، كالعادة، قصة وحدة المهمات المستحيلة في الاستخبارات الأمريكية، والتي تعمل على إنقاذ العالم، كالعادة أيضا، من المجرمين والإرهابيين والقتلة، بطرق تفوق الخيال، حتى أن أعضاء هذا الفريق، الذين مهما يواجهون من مخاطر ومفاجآت سارة وغير سارة، لا يصابون بخدش أو جرح، وبالطبع لا يموتون أبدا. ومن أفضل من أداء هذا الدور سوى توم كروز، الذي يحتفل هذا العام بعيد ميلاده الـ53، إضافة إلى كونه صاحب الفضل في نجاح هذه السلسلة، لأنه إن نظرنا بعمق إلى القصة لن نجدها عميقة، بل سطحية إلى أبعد الحدود، تكاد تخلو من المنطق في بعض الأحيان، ومن الإثارة في أحيان أخرى، فالجمهور أصبح يقبل على مشاهدته حبا في نجمه المفضل، والإبداعات الخارقة التي يمكنه القيام بها، رغم علمهم أن سقف التوقعات بشأن محتوى الفيلم ليس عاليا. بالعودة إلى الموضوع الأصلي، نجد أن كاتب سيناريو الفيلم بدا دارسا لتاريخ التنظيم، والأساليب التي يتبعها لتجنيد أعضائه، فنكتشف أن "الاتحاد" الذي يطارد توم كروز أعضاءه هو في الحقيقة تجمع لفارين وهاربين أجانب من دول مختلفة حول العالم، يخططون لشن هجمات إرهابية وقتل الأبرياء، مستخدمين أبشع الوسائل والأسلحة، وهي معلومات لطالما سمعناها سابقا في نشرات الأخبار والتحليلات المرتبطة بداعش. الهدف هنا من مثل هذه الحكاية قد لا يكون ذا صلة بداعش أو القاعدة أو غيرها، بل للتأكيد على الدور الأمريكي في مثل هذه الحروب، فالولايات المتحدة الأمريكية بكل جبروتها وقدراتها هي المخلص الوحيد للعالم من مثل هذا الإرهاب. حكايات السينما الأمريكية المرتبطة بالإرهاب والقضاء على الشر لا تتغير، فبدايتها ونهايتها واحدة. التغيرات قد تطرأ على مصدر هذه الشرور، كأن يكون الإرهابيون في بعض الأفلام عربا ومسلمين، وفي أحيان أخرى أوروبيين أو روس، فواقع العالم المثير هذه الأيام يفرض على صناع السينما مواكبة كل جديد في قصص "الإرهابيين" وطرق تجنيدهم للمقاتلين وأحدث الأسلحة التي يستخدمونها. ولكن ما قد يجمع عليه الكثيرون هو أن أساليب داعش السينمائية، بكل ما فيها من قتل وإرهاب وترويع، قد لا تجد لها منافسا أبدا، حتى وإن كان البطل هو توم كروز نفسه!