طالعتنا الصحف مطلع هذا الأسبوع أن خادم الحرمين الشريفين قد أصدر توجيهات بتقديم دعم مالي وقدره تقريبا مليوني ريال باسم المملكة العربية السعودية وذلك لصالح مشروع تأسيس «منصة الخير الرقمي» الذي يهدف إلى جمع التبرعات من الأفراد والمؤسسات حول العالم لتنفيذ مشاريع أهداف «التنمية المستدامة» أو «الأهداف العالمية» والتي وضعتها الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة وعددها 194 دولة حول العالم وذلك في شهر سبتمبر الماضي. يأتي هذا الدعم استكمالا للدعم الكبير الذي تقدمه المملكة لمنظمة الأمم المتحدة منذ إنشائها، حيث تعد المملكة من الدول المؤسسة لهذه المنظمة، كما أنها من الدول التي دعمت أهداف الألفية التي وضعتها المنظمة منذ خمسة عشر عاما لتنمية المجتمعات وحل المشاكل التي يعاني منها العالم. بعد أن نجحت المنظمة بجهود أعضائها وتكاتف القطاع الخاص والعام في المجتمعات حول العالم في تحقيق أهداف الألفية، أعلنت وبدأت في تحقيق الأهداف العالمية الجديدة والتي تعد أكثر تحديا من الأهداف السابقة وبلغ عددها ١٧ هدفا يمكن الاطلاع عليها من خلال زيارة موقع الأمم المتحدة على الإنترنت وأذكر من أهمها: • القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل العالم. • إنهاء الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية، وتعزيز الزراعة المستدامة. • ضمان حياة صحية لجميع الأعمار. • ضمان شامل وعادل لجودة التعليم وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع. • ضمان توفر المياه للجميع والإدارة المستدامة لها وللصرف الصحي. • ضمان الحصول على الطاقة بأسعار معقولة وموثوق بها وبشكل مستدام. • تفعيل الشراكات وتعزيز موارد المنظمة لتتمكن من تنفيذ مشاريعها. إن مساهمة المملكة في مثل هذه المبادرة العالمية تدعو أي مواطن للشعور بالفخر والاعتزاز وتؤكد للعالم بأن المملكة تمارس مسؤوليتها الاجتماعية تجاه العالم أجمع بلا تقاعس أو فتور، ويعد توجيه ملك الخير بالمساهمة في تحقيق هذه الأهداف العالمية بمثابة رسالة إلى شركات القطاع الخاص في المملكة بأهمية أداء مسؤوليتهم الاجتماعية وعدم التركيز فقط على تحقيق الأرباح. كما تمهد مساهمة المملكة في هذه المبادرة الضخمة الطريق للشركات والقطاع الخيري للاستفادة من التجارب العالمية في تنمية المجتمع وحل مشاكله الملحة، وتمكنهم كذلك من العمل مع الأمم المتحدة في وضع استراتيجيات متناسبة مع طبيعة أعمالهم وتصميم برامج مستدامة تقدم الحلول للقضايا الملحة في المجتمع السعودي. أتمنى أن تستفيد الشركات والمنظمات الخيرية من هذه الفرصة الثمينة لاستقطاب التجارب العالمية الناجحة وتطبيقها في المجتمع السعودي لكي تستفيد منها مختلف الشرائح في المجتمع، والله الموفق.