(لقد تصرفنا كالمجانين في أفريقيا). الرئيس الفرنسي فيلكس فور. أفريقيا أو (الجوهرة السوداء) كما يُطلق عليها، ماذا يتبادر إلى ذهنك عند الحديث عن أفريقيا؟ بدائية، ثروات، جهل، وصراعات، وعادات غريبة فبعض القبائل في المنطقة الجنوبية الغربية من غينيا يستعملون الجماجم كوسائد للرؤوس، حيث كانوا يقطعون رؤوس أجدادهم أو رؤوس أعدائهم ثم ينظفونها ويزينونها بالصدف والخرز والحبوب ويستعملونها كمساند ووسائد للرأس. ومن يملك أكبر عدد من الجماجم، فيدل ذلك على شجاعته وقوته، وبعض القبائل تقوم بوضع علامات في وجه أطفالها حتى يتعرفوا على بعضهم في الكبر أو في الحروب المتواصلة بينهم، والبعض يتخذ من الدم رمزاً للروح والحيوية والطاقة ففي قبيلة الماساي في تنزانيا يعيشون على اللبن والدم الذي يأخذونه من رقاب الأبقار الحية، فالدم يأخذ صفة العهد الذي لا ينبغي نقضه، .أما الصراعات القبلية تكاد تكون ثقافة افريقية متوارثة وتعيد للأذهان الحرب الطاحنة بين قبيلتي التوتسي والهوتو في دولة رواندا وقد راح ضحية الحرب الأهلية التي دارت في الفترة من 1990 - 1993 بين القبيلتين قرابة (800) ألف قتيل، وهناك قناعة راسخة لدى الكثيرين بأن التخلف السياسي الذي تعيشه القارة اليوم ليس إلا نتاجا لتراكم أوضاع تاريخية مرتبطة بدخول الاستعمار الذي لم يطورها بل تركها تعيش عيشتها البدائية والتي لازالت تعتمد على الصيد البري ومحاربة القبائل الأخرى، وفي عصر التكنولوجيا والتقدم ما زال هؤلاء البشر في عالم وحياة وتقاليد لا يعرف أسرارها إلا هم، ولا زالت رحلات التبشير مستمرة لديهم، أتساءل: أين دعاتنا ومشائخنا ممن كرسوا أنفسهم لدعوتنا نحن المسلمين ليل نهار ووعظنا كل دقيقة وتوجيهنا في كل كبيرة وصغيرة وكأننا لسنا مسلمين..؟! أين هم عن هؤلاء البشر ممن غرق بعضهم بالوثنية، وبعضهم غارق في مورثات القبيلة، والآخر عرضة للتنصير.! لم أسمع حتى الآن عن مشروعات معدة لتنوير وهداية هؤلاء البشر إلا من جهود فردية متناثرة هنا وهناك، وإذا كنا فعلاً حريصين على الإسلام وعلى نشر التوحيد على هذه الأرض لماذا نحن مرتكزين على أنفسنا فقط مع أننا مسلمون؟ لماذا المسلم يدعو المسلم للإسلام؟ ولماذا تخلو مناهجنا وجامعاتنا من مناهج مدروسة وعميقة للدعوة إلى الله وبلغات مختلفة؟ لماذا نتأخر كثيراً كلما تقدم العالم؟ فقط لماذا؟