صحيفة المرصد :أوقفت البحرين صدور وتداول صحيفة الوسط المساندة لخط المعارضة الراديكالية في المملكة، وذلك حتى إشعار آخر في قرار اتخذته في وقت متأخر من مساء الخميس. وأشارت هيئة شؤون الإعلام في بيان مقتضب لها إنه قررت هيئة شؤون الإعلام وقف صدور وتداول صحيفة الوسط حتى إشعار آخر، وذلك لمخالفتها القانون وتكرار نشر وبث ما يثير الفرقة بالمجتمع ويؤثر على علاقات مملكة البحرين بالدول الأخرى. وبحسب صحيفة اليومأشار مصدر مطلع داخل هيئة شؤون الإعلام إلى أن القرار جاء عقب رفض الصحيفة إطلاق مسمى شهداء على القتلى الذين راحوا ضحية تفجير عسير، ما أدى إلى تفاعل شعبي كبير مطالبين إياهم بعدم طأفنة القتلى، إذ وصفت سابقاً ضحايا تفجير القديح بالشهداء. وأضاف "سبقه إيضاً وصف الكاتب هاني الفردان لأهل السنة والجماعة بأنهم "يهود ونصارى"، وغيرها من مخالفات الكتاب". وأشار إلى أن الهيئة خاطبت الجريدة مرات عدة بشكل ودي، وأخرى بكتب رسمية لإيقاف تلك التجاوزات، إلا أنه لا يوجد أي تجاوب من قبل الصحيفة. من جانبهم، أشاد إعلاميون بقرار هيئة الإعلام، والتي قضت بإيقاف صحيفة الوسط حتى إشعار آخر. وقالوا: إن محاولات خلق الفتنة الطائفية من خلال مواضيع تمس أهل السنة أو تزدريهم، إضافة إلى غض الطرف عن إرهاب الميليشيات التابعة لإيران، إضافة إلى الإشادات المتكررة بالقيادة الإيرانية رغم مهاجمتها للبحرين هو أمر يثير الفتنة في البحرين. وقالت الإعلامية رائدة محمد: إن صحيفة الوسط، "سعت سابقاً لبث أخبار كاذبة، وترويجها داخل المجتمع، تمس الأمن والاستقرار، وليست أخباراً عادية، إضافة إلى وصفها من يقتل بمواجهات مع الشرطة البحرينية بأنهم "شهداء"، والاعتراض على الأحكام القضائية، ومحاولات التشكيك بنزاهة القضاء هي ما دأبت عليه الصحيفة منذ العام 2011". وتابعت "حاولت البحرين بشتى الطرق، وضمن التزامها بحرية الصحافة أن يكون هناك مجالاً لتصحيح الأخطاء وعدم بث الفتنة، إلا أن الصحيفة لم تلتزم". من جانبه، بين الإعلامي محمد البشر أن إغلاق الصحيفة سيكون درساً لها في المستقبل، مؤكداً أن مقال هاني الفردان الأخير تجاه السنة، ورفضها وصف شهداء تفجير عسير بالشهداء أدى لغضب شعبي تجاهها. واستهدف تفجير انتحاري مسجدا تابعا لمقر قوات الطوارئ الخاصة في أبها عاصمة محافظة عسير. أسفر عن مقتل 15 شخصا، الخميس، معظمهم من قوات الأمن في هجوم قال بيان على الانترنت، إنه من تنفيذ تنظيم داعش. الرأي الآخر من جانبها، شككت المعارضة وعلى رأسها جمعية الوفاق بما ذكرته هيئة شؤون الإعلام، مشيرة إلى أن الإغلاق هو مجرد محاولة لـ"تكميم الأفواه"، فيما رفضت أيضاً الاتهامات للصحيفة بأنها ازدرت طائفة معينة. وقالت في عدة بيانات أصدرتها مختلف الجمعيات المعارضة عقب قرار هيئة شؤون الإعلام، بأن البحرين تتجه لتكميم الأفواه، وأن مقال هاني الفردان فسر خطأ، وأن عدم وصفهم لشهداء تفجير عسير بذلك الوصف هو لالتزامهم "بالحيادية". وتأسست صحيفة الوسط في العام 2002 بعد ميثاق العمل الوطني، واتخذت نهج المعارضة، في ظل الانفتاح الذي شهدته مملكة البحرين، فيما تم إغلاقها في العام 2011 خلال المحاولة الانقلابية في البحرين، بعد نشرها في عدة أعداد صور لمواجهات في دول أخرى على أنهم ضحايا في البحرين. ويرأس الصحيفة منصور الجمري الذي كان واحدا من ثلاثة صحفيين كبار حوكموا بتهم نشر أخبار كاذبة عندما كانت الصحيفة تغطي التظاهرات. وعاد الجمري كرئيس لتحرير الصحيفة في 2011. كما وتتبنى الوسط نشر بيانات المعارضة، والتحقيقات ضد وزارتي الداخلية والدفاع، وغيرها من الجهات الحكومية. وبحسب تقرير خاص للجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق برئاسة الدكتور شريف بسيوني نشر في أواخر العام 2013، فإن الوسط هي الجريدة الوحيدة التي لا يوجد أي شخص من الطائفة السنية يعمل بها، على عكس الجرائد الأخرى المحسوبة على السنة، والتي يعمل بها ما لا يقل عن 40% من موظفيها من الطائفة الشيعية.