ما لم يحدث منذ 38 عاما. بايرن الذي بدأ هذا الموسم كأسد جائع يفترس جميع الفرق التي تواجهه أصبح مطمعا لفرق المؤخرة في الدوري الألماني ورغم حصوله على اللقب مبكرا إلا أنه إنهزم في أخر 3 مباريات بالبوندسليغا أمام باير ليفركوزن 2-0 وأمام أوجسبورغ بهدف نظيف وأخيرا أمام فرايبورغ 2-1. والنهاية الكارثية لم تأت في الدوري فقط فبين هذه الهزائم ودع بايرن كأس المانيا بالهزيمة أمام غريمه التقليدي في السنوات الأخيرة بروسيا دورتموند رغم أنه قدم موسما سيئا ثم أطاح به برشلونة من دوري الابطال بعد الفوز 3-0 في الكامب نو والهزيمة 2-3 في اليانز ارينا ليفقد البافاري لقبين في أسبوعين ويتلقى 5 هزائم في اقل من شهر. إتهامات عديدة حاصرت الإسباني بيب غوارديولا بعد تلقي الفريق هذا الكم من الهزائم يسرد 5 منهم في هذا التقرير :الإصابات والبدلاء: الإتهام الأول الذي حاصر بيب وكان سببا في العديد من الهزائم هي الإصابات التي لاحقت الفريق منذ بداية 2015 وخاصة الثلاثي الكانتارا ثم ارين روين وريبيري وهو ما مثل ضربة قاضية لقوة البايرن وأشارت أصابع الإتهام أن الطريقة التدريبية لغوارديولا هي السبب الرئيسي وراء الإصابات وتعجله في الدفع باللاعبين رغم عدم إكتمال شفائهم كان وراء الإنتكاسات للبعض في الفريق البافاري . ولم يجد المدير الفني الإسباني سوى إلقاء اللوم على طبيب الفريق هانز مولر فولفارت الذي تقدم بإستقالته بعد 4 عقود مع الفريق وكان ذلك أول مسمار في نعش العلاقة بين بيب وجماهير بايرن التي تعاطفت مع الطبيب . العلاقة مع النجوم: رغم أن غوارديولا أجاد التعامل مع نجوم برشلونة عندما كان مديرا فنيا للفريق الكتالوني إلا أنه فشل مع نجوم بايرن ميونيخ وظهر ذلك خلال اللقاءات الأخيرة بعدما أعرب عدد من اللاعبين عن إمتعاضهم من قرارات المدير الفني بل تعدى الأمر ذلك في لقاء الذهاب أمام برشلونة بعدما كشفت الكاميرات التليفزيونية إمتعاض مولر وحديثه بعصبية لبيب بعد تبديله. الإصرار على التيكي تاكا: لم يتفهم الفيلسوف الإسباني لطبيعة اللاعب الألماني التي تعتمد دائما على القوة والسرعة والإندفاع وهو سبب الفوز بالثلاثية التاريخية في الموسم السابق للتعاقد مع غوارديولا وأصر على تعطيل الماكينات وتطبيق فلسفته الخاصة بالإستحواذ والإعتماد على طريقة التيكي تاكا التي حاول الفريق تطبيقها وبالفعل إستحوذوا على الكرة في معظم المباريات التي إنهزموا فيها ولكنها لم تحقق المراد لإختلافها مع طبيعتهم الباحثة عن الفعالية وليس الأداء الجمالي فقط. غياب التوازن: جاءت الأخطاء الدفاعية كارثية في نهاية هذا الموسم وهو ما جعل الجميع يشير إلى أن مدرب البايرن يهتم بالهجوم أكثر من الدفاع فهو يبحث عن إحراز الأهداف حتى لو مني مرماه بأهداف أخرى ولم يتحرك غوارديولا لمعالجة ذلك من منطقة منتصف الملعب فمع فقدان الكرة في حالة الهجوم يتعرض الدفاع للخطورة بإستمرار ولم يحدث التوازن المطلوب لأي فريق يبحث عن البطولات. تعاقدات وتوقعات: بحث بيب منذ قدومه للفريق البافاري عن التعاقد مع لاعبين يخدمون طريقته وفلسفته وليس ما ينقص الفريق وفشل في إيجاد بدلاء في نفس قوة الأساسيين فمع غياب روبن وريبيري فقد الفريق نصف قوته ولم يكن البدلاء على نفس مستواهم وهو أحد اسباب الهزائم الأخيرة .. أيضا فإن التوقعات التي صاحبت غوارديولا في البايرن كانت كبيرة والجميع أصبح يبحث عن الثلاثية فقط ولا يرضى بلقب الدوري فقط وهو ما شكل ضغطا على الفريق.