×
محافظة الجوف

تجفيف 300 ألف متر ماء.. وإيواء

صورة الخبر

بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط» أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، أن مؤتمر «جنيف 2» للسلام الخاص بسوريا سيعقد في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وجاء الإعلان بينما تشهد العاصمة الروسية موسكو تحركات دبلوماسية ربما تسعى من خلالها إلى تقريب وجهات النظر بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة وإيران أيضا قبل لقاء ثنائي روسي - أميركي الاثنين المقبل في جنيف للتوصل إلى صورة حل بشأن الصراع في سوريا يمهد الطريق أمام مؤتمر «جنيف 2». واستضافت روسيا وفدين أحدهما يمثل النظام السوري والآخر إيراني في جولتي محادثات منفصلتين لمناقشة عقد المؤتمر الذي تطالب موسكو بأن يكون لطهران دور فيه. ويتعرض الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى ضغوط أميركية لتلبية دعوة روسية للذهاب إلى موسكو لإجراء محادثات هناك حول المؤتمر. وينتظر الائتلاف تحديد موعد لعقد لقاءات مع المسؤولين الروس، بعد اعتذاره عن الموعد الذي كان قد حدد سابقا بناء على دعوة وجهت إليه، بين 18 و21 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، تفاديا للقاء وفد النظام السوري الذي وصل أمس، إلى موسكو للغرض نفسه، ولتفادي لقاء بعض الشخصيات السورية التي تجري «حراكا لافتا» في روسيا في الآونة الأخيرة. وقال بان كي مون أمس، إن الهدف «عقد مؤتمر (جنيف 2) في منتصف ديسمبر المقبل». وأوضح أن الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي سيحاول تحديد هذا الموعد خلال لقاء مع الأميركيين والروس الأسبوع المقبل في 25 نوفمبر الجاري. بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن فرصة عقد «جنيف 2» قبل نهاية العام الجاري «موجودة رغم عدم توفر الظروف المثالية، وقد اتفقت موسكو وواشنطن على بذل ما يمكن لتحقيق ذلك». وأشار إلى أنه يصبح بالإمكان الحديث عن موعد تقريبي لإجراء مؤتمر التسوية السلمية بعد لقاء الخبراء الروس والأميركيين في 25 نوفمبر الجاري في جنيف. وكان النظام السوري أعلن في وقت لاحق أن 12 ديسمبر المقبل موعد عقد مؤتمر «جنيف 2» للسلام. وأعرب عضو الائتلاف السوري المعارض سمير النشار لـ«الشرق الأوسط»، عن أمله في أن ترتكز مباحثات المعارضة المرتقبة مع الروس على ما سبق للائتلاف أن أعلنه بشأن موقفه من المشاركة في «جنيف 2». وأضاف: «قد تتضح الصورة بشكل أكبر بعد اللقاء الروسي - الأميركي، ولا سيما أنه يبدو أن هناك اتفاقا ما بين الطرفين، لا أحد يعرف خفاياه، لكننا ندرك تماما أن الأمور أصبحت بيد إيران التي تقود العملية من داخل سوريا عسكريا عبر أدواتها، وهي إلى اليوم لم تعلن موقفها النهائي بشأن (جنيف 2)». وتابع: «رغم ذلك، نأمل أن يصدر موقف جديد من الممكن التعويل عليه، وإظهار إلى أي حد هناك نية حقيقية لوضع خارطة طريق جديدة من شأنها أن تضع حلا للأزمة السورية، وإن كنا نشك في النيات الروسية». ولفت النشار إلى «ضغوط» تتعرض لها المعارضة من الأميركيين تحثهم على الذهاب إلى موسكو، انطلاقا من احتمال طرح خيارات جديدة. لكنه استدرك قائلا: «الأمر يحتاج إلى اختبار حقيقي يؤكد أنه لا يعدو كونه مناورة جديدة لدفعنا للذهاب إلى روسيا، ومن ثم الاجتماع ببعض الأفرقاء السوريين المدعومين من روسيا، ويدعون أنهم معارضة»، في إشارة ضمنية إلى قدري جميل، نائب رئيس الوزراء السوري الذي أقاله الأسد أخيرا. وكانت بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للرئيس السوري، ونائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، قد وصلا إلى موسكو أمس، لإجراء لقاءات بشأن التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2»، وفق ما أعلنته وكالات الأنباء الروسية، مشيرة إلى أن شعبان والمقداد سيجتمعان مع نائبي وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف. وأوضح متحدث باسم الوزارة الروسية لوكالة «ريا نوفوستي»، أن البعثة الحكومية السورية وصلت إلى موسكو وستجري لقاءات في وزارة الخارجية. وكان مصدر رسمي في دمشق قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن الوفد الحكومي يضم أيضا مسؤول الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية السورية أحمد عرنوس. وفي غضون ذلك، عقد بوغدانوف اجتماعا مع نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد الهيان. وقال المسؤول الروسي في بداية المحادثات: «نعد إيران شريكا مهما جدا في جميع الشؤون الشرق أوسطية». وأضاف أن الاجتماع «سيعطينا فرصة كي نبحث معا التطورات داخل سوريا وحولها». كما أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، وأنه «أشار فيه إلى أهمية الجهود المبذولة لتنظيم مؤتمر (جنيف 2)». ودعا الرئيس الروسي الذي كثف جهوده الشخصية بشأن القضية السورية الرئيس الإيراني لمناقشة الصراع وأيضا الجهود الرامية لإنهاء النزاع حول برنامج طهران النووي. وترغب موسكو في أن تبين أنها ما زالت تتمتع بثقل في الشرق الأوسط وشجعها على ذلك نجاحها في المساعدة في التوسط لإبرام اتفاق ستدمر سوريا بموجبه أسلحتها الكيماوية، لكن واشنطن تتحفظ على السماح لإيران بالمشاركة في محادثات السلام السورية. بدوره، وجه لافروف خلال زيارة له لمقر صحيفة «روسيسكايا غازيتا» انتقادات للمعارضة وشروطها لحضور المؤتمر. وقال إن «ربط المعارضة السورية مشاركتها في المؤتمر (جنيف 2) بتحقيق اختراق ما على الجبهة الإنسانية أمر مثير للاستغراب والقلق، لأن المؤتمر لن يعقد أبدا إذا كنا ننتظر توفر ظروف مثالية لذلك». ولفت إلى أن روسيا ترى وتتصور أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوافقها الرأي بضرورة البحث عن طرق تعزيز فعالية العمليات الإنسانية للأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الإنسانية في سوريا، و«لكن لا يجب أن يكون ذلك بأي شكل من الأشكال شرطا مسبقا لعقد المؤتمر، لأن المسائل الإنسانية ستكون في نهاية المطاف على جدول أعمال المؤتمر، كما حدد ذلك في لقاء جنيف الأول في يونيو (حزيران) العام الماضي».