×
محافظة المنطقة الشرقية

مانع المرزوقي مبادر يحب التميز

صورة الخبر

المرحلة السياسية الراهنة في منطقتنا العربية متغيرة وتماثل حالة رمال متحركة تغيب فيها بعض الثوابت التي ينبغي أن يلتزم بها السياسيون والإعلاميون ورجال الدين، والذكي من يقرأ خريطة التحولات ولا يفرط في التصريحات غير المسؤولة، لأن السياسة بصورة عامة لا تبقى على حال واحدة وإنما المصالح هي التي تبقى وتمر في أسوأ الأحوال تحت جسور الأزمات. في الفترة الأخيرة نشط بعض المسؤولين والإعلاميين العرب وغيرهم في الهجوم على السعودية وسياستها، وكأنهم يصادرون حقها في التخطيط لما تراه وفقا للمتغيرات وما يتفق مع مصالحها الاستراتيجية، وهي حالة غير موضوعية تعكس ارتباكا في المواقف والآراء وتصل حد إساءة الأدب والتقدير لدولة لها وزنها العربي والإسلامي والدولي. ولا شك في أن كل إساءة ترتد على من يهاجم، لأن المملكة أكبر من أن تكون موضوعا لمزايدات رخيصة يسعون من خلالها لتحقيق مكاسب ذاتية ضيقة، ولذلك فإنهم يبيعون في الحقيقة مواقف في الأسواق السياسية والإعلامية ليقبضوا ثمنها لمن يدفع لهم أو يرجون نوعا من الابتزاز الذي يتوقعون أن يعود عليهم من بيع بضاعة كاسدة. بدءا من هجوم وجدي غنيم وذلك أحد أسوأ أشكال المتاجرات الكلامية، مرورا بالكهل محمد حسنين هيكل الذي يضع تصورا لنفسه على أنه عبقري السياسة الذي يوجه سياسة دول بأكملها من خلال الثرثرة التاريخية التي تحتشد بكثير من الأكاذيب والتناقضات، ويكفيه أن أدخل بلاده في مشاحنات إعلامية غير ضرورية اعتمادا على تاريخ طويل من الكذب الإعلامي الذي تحقق مع مرور الأيام حتى أصبح الرجل يمارس الهذيان دون حياء، وكأنه يحدث نفسه. وذات الأمر سار على نهجه رئيس تحرير صحيفة الأهرام محمد عبدالهادي علام، الذي تطاول على المملكة مؤخرا وكأنها دولة على الهامش تنتظر آخرين يقررون سياستها أو يكتبون الخط السياسي الذي يجب أن تسير عليه، ومثل هؤلاء الإعلاميين وجدوا بالطبع مساحات من التأثير السالب لما يطفحون به، قولا أو كتابة، واعتقدوا أن بإمكانهم الاستمرار في هذه الأدوار مع غيرهم. وأخيرا وليس آخرا، تصريحات نائب رئيس الجمهورية العراقية نوري المالكي، التي اعتبرها مكتبه جزءا من مواقف كثيرة تم تبنيها مسبقا، ولم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، وهي في حقيقتها محاولة لتعليق الفشل في إدارة الدولة العراقية على شماعة إقليمية، وصرف لأنظار العراقيين عن أصل الأزمة في بلاده.. ولكن في كل حالات ذلك الهجوم هناك قاسم مشترك وهو الهذيان وغياب الرؤية وضبابيتها في النظر إلى السعودية كدولة محورية أكبر من أن تهتز للغط فاشلين تجاوزهم الزمن والمرحلة. كاتبة