×
محافظة المنطقة الشرقية

«القمر الأزرق» يطل في السماء.. اليوم

صورة الخبر

في الماضي عندما كان الناس يتواصلون في أكثر الأحيان من خلال الخطابات المادية، كان هناك سوق قوي للعطور الثابتة. ويُقال إن شم الرائحة مرة واحدة يمكن أن يجلب فيضانا من الذكريات ومشاعر الحنين. أما الآن فالتواصل رقمي وآني، وبمقدورك أن تشاهد مقاطع فيديو وتسمع أصوات أحبائك. ولكن أن تشمها؟ لا، ليس إلى هذا الحد. * رسائل عطرة * هناك بعض المؤشرات على أن من الممكن أن يتغير هذا الأمر، فمطورو المنتجات يجهزون لعرض مجموعة من المنتجات على المستهلكين من شأنها أن تسمح بأن تكون الرائحة جزءا من الرسالة الرقمية. على سبيل المثال سوف تقوم شركة «فابور كومينيكيشنز» بتقديم عدة أجهزة تحتوي على روائح ضمنية مع الكتب والأفلام والملابس. وسوف تبدأ الشركة إنتاجا ضخما لـجهازها الكومبيوتري «أو فون دوو» oPhone Duo، الذي يشابه لوحة توضع على الطاولة، يمكنه بث الروائح وفقا لكيفية تصنيف صورة ملتقطة بجهاز آيفون. كما أن لدى شركة أخرى، هي «سينتي» بالفعل منتجا عطريا مطروحا في الأسواق. وهذا المنتج الذي يحمل كذلك اسم «سينتي» Scentee هو عبارة عن لفيفة (خرطوشة) يتم إدخالها في منفذ سماعات الأذن في أحد الهواتف الذكية. ويمكن تنزيلها مع تطبيق يمكنه نفث نفخات من العطر عندما تصل رسالة بريد إلكتروني. ولطالما حاولت الشركات إدماج الروائح في عالم التسلية والرسائل الحديثة. وقد عملت دور العرض السينمائي منذ عقود لإيجاد سبل لجعل الروائح جزءا من تجربة المشاهدة. وقبل نصف قرن، نشرت دارا العرض «سميل أو فيجن» و«أرووما راما» روائح في توقيت عرض الأفلام من خلال مقاعد المسرح أو الفتحات الهوائية. ولكن بدا أن الروائح تدوم وتختلط بروائح أخرى. ومع عرض الفصل الثاني، لم يكن مرتادو المسرح قادرين على التمييز بينها. وتقول شركة «فابور كومينيكيشنز» إنها تغلبت على تلك المشكلة بنظام يشمل استخدام كريات بلاستيكية صغيرة ذات رائحة يتم تفعيلها عندما يتدفق الهواء حول المشاهدين. لا يتم نشر الرائحة على نطاق واسع، ويحتاج المستخدمون لأن يميلوا مقتربين، كما لو كانوا يشمون زهرة، لكي يشموا رائحة أي شيء. وهذه الفكرة الرامية إلى الحفاظ على خصوصية رائحة الرسالة بقدر الإمكان تؤدي إلى تجنب الشكاوى من الآخرين في الغرفة ممن يعترضون على الرائحة أو لديهم حساسية ضد الروائح العطرية، حسب ديفيد إدواردز، وهو واحد من ثلاثة مؤسسين لشركة «فابور كومينيكيشنز». وقال إدواردز: «ما نصبو إليه بالفعل هو أن تكون قادرا على نقل الرائحة.. وهدفنا خلق هذه التجربة الملموسة والخاصة بك أنت وليس جارك». * رقائق الشم * تعتمد كافة المنتجات على كريات صغيرة يطلق عليها «أو تشيب» (رقائق الشم). وتباع الرقائق في عبوات تشمل ثماني روائح عطرية، يتم تجميعها في «فئات» من الروائح المشابهة، تم تسميتها بالقهوة وعشاق الأطعمة والذاكرة، فيمكن للشخص الذي يرغب في وصف رائحة صلصة المعكرونة على سبيل المثال أن، يختار الطماطم وإكليل الجبل والبقدونس، وهو ما سيوجه المشغل عندئذ لاختيار هذه الرقائق من ثم يتدفق حولهم الهواء، وهو يمزج بين هذه الروائح. وقالت الشركة إن عددا كافيا من العطور متوافر، لخلق ما يزيد على 300 ألف رائحة مميزة. وتتحمل كل رقيقة نحو ألف مرة استخدام وتبلغ تكلفتها دولارين. ويستلزم الحصول على الرائحة على «أو فون دوو»، وجود جهاز مستقبل. ويبلغ حجم الجهاز المصنوع من الألمونيوم والبلاستيك حجم صندوق الأحذية تقريبا. وبمجرد إدخال رقائق الشم، يكون المشغل قادرا على استقبال الرسالة المعطرة. وتبدأ عملية إرسال رسالة معطرة عندما يقوم المرسل بعمل إشارة «تاغ» إلى صورة مع تطبيق «أوسناب» على آي فون. ولعمل الإشارة، يختار المرسل ما يصل إلى 8 روائح لمزجها داخل جهاز الاستقبال. وبمجرد إرسال الرسالة، يمكن لمستقبل الرسالة أن يضغط من أجل تشغيل الرائحة. ويخبر التطبيق المستقبل أي الروائح يجب وضعها على تدفق الهواء، وتحدث المروحة طنينا وتبعث الماكينة الرائحة من واحد من البرجين الصغيرين. وأصبح جهاز «دوو» متوفرا منذ الخريف الماضي من موقع الشركة للراغبين في المشاركة في استبيان ودفع 650 دولارا. ومع بدء عملية التصنيع على نطاق واسع، من المنتظر أن يتكلف الجهاز 350 دولارا وسيكون متوفرا عبر موقع onotes.com بداية من 16 نوفمبر (تشرين الثاني). * منتجات معطرة * إن حجم «دوو» يجعله الأكثر عملية للاستخدام المنزلي، بحسب إدواردز. وتقول الشركة إنها ستقوم بإنتاج «أونو»، وهو نموذج أكثر بساطة وقدرة على الحمل، في 2016. وتطبيق «أو سناب» مجاني، ولكنه يعمل فقط مع هواتف آيفون. ولن يكون متوفرا لمستخدمي الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد حتى 2016 على الأقل. أما «سينتي»، المتوفر في الأسواق منذ نحو سنتين، فهو أكثر بساطة. ويحصل مشترو الجهاز، الذي يبلغ سعره المقترح 70 دولارا، على جهاز «دونغل» يتم إدخاله في مقبس سماعات الأذن في الهواتف الذكية، وكذلك ثلاث لفائف عطرية. ويتم تحويل لفائف السائل العطري إلى هباء جوي عن طريق محرك صغير. وتشمل هذه الروائح، القهوة والفراولة والخزامى والورد وإكليل الجبل، ويمكن شراؤها كل على حدة بـ7.5 دولار للواحدة. وتصلح كل لفيفة لنحو مائتي رشة. ويمكن للمستخدمين، من خلال تطبيق «سينتي» أن يختاروا فترات الرشات العطرية ومدتها. ومن شأن ضبط سريع للإعدادات أن يجعل «سينتي» يبث رائحة معينة عندما تصل رسالة نصية، أو عندما يتم عمل «إعجاب» على فيسبوك. ويتم تحديد الرائحة من خلال اللفيفة التي ألحقها مستقبل الرسالة بالهاتف في تلك اللحظة. وكان من أول الاستخدامات لـ«سينتي» في ترويج لشركة «أوسكار مايو»، تمكن فيه الفائزون باليانصيب من الحصول على لفيفة برائحة اللحم المقدد ليتم إقرانها بتطبيق تنبيه لـ«الاستيقاظ واستنشاق رائحة اللحم المقدد». كذلك عبرت شركات تصنيع العطور عن اهتمامها باستخدام الجهاز في الدعاية للروائح العطرية الجديدة، بحسب ديفيد هاينيل، موزع «سينتي» في الولايات المتحدة. كما وتسعى «فابور كومينيكيشنز» إلى آفاق إعلانية. فمن أعمال التطوير الجديدة للشركة، رقيقة عطرية مجدولة زمنية، تم إدخالها في وشاح مصمم وفق خطوط الموضة كجزء من ترويج لـ«ماغنم آيس كريم» وشركة الأزياء «بي سي بي جي ماكس أزريا». وسيكون هذا المنتج متاحا من 23 إلى 26 يوليو (تموز)، مجانا، عند شراء ما قيمته 300 دولار أو يزيد من شركة بيع الملابس بالتجزئة. وقالت الشركة إنها ستعلن عن توفر أحد منتجات «أوبراسيليت» هذا الخريف، حيث من المتوقع أن يحمل رقيقة عطرية قابلة للإزالة. وما زال لم يتحدد السعر بعد. كذلك قام مبتكرو «أو فون» بتجريب أنواع أخرى من وسائل الإعلام. كان أول منتجاتهم من «أوبوك»، هو «غولدي لوكس والدببة الثلاثة: النسخة ذات الرائحة»، وهو موجود في متحف الصور المتحركة في ناحية كوينز في مدينة نيويورك حتى 26 يوليو (تموز). ويمكن للزوار أن يقرأوا الكتاب الرقمي ويختاروا شم رائحة الغابة. قال دون زيريسكي، أحد مؤسسي «فابور كومينيكيشنز»: «كانت الرائحة شيئا منسيا في عالمنا الرقمي... وهذا يجعل من الممكن أن نعيدها».