يتحدث المستشار الأكاديمي لمفتي مصر الدكتور مجدي محمد عاشور، في دورة مجمع الفقه الإسلامي الحالية عن «حكم تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية». وأوضح عاشور لـ«عكاظ»، أن مشاركة دار الإفتاء المصرية تأتي حرصا منها على التواصل مع كل المؤسسات الإسلامية، وتبادل الخبرات والاطلاع على المستجدات في مختلف الأمور. وقال عاشور: «إن اختيار الدار لهذا البحث جاء من قناعتها بأن فن التمثيل في العصر الحاضر صار ملامسا لحياتنا اليومية على قدر كبير، مما جعل له قدرة كبيرة على التأثير على قناعات المشاهدين -العامة والخاصة- واهتماماتهم، وبالتالي فلا بد من وضع أطر وضوابط لكل ما يعترض طريقه من مشكلات شرعية ترشيدا لمسيرته». وأكد عاشور عدم جواز تجسيد الأنبياء في أعمال فنية «مراعاة لعصمتهم ومكانتهم؛ فهم أفضل البشر على الإطلاق، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يمثل أو يتمثل به إنسان، بل إن الشرع الشريف نزه صورهم أن يتمثل بها الشيطان حتى في المنام». وفيما يتعلق بتجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية والفنية قال عاشور: «إن الأمر مختلف فيه، حيث إن هناك مجامع وهيئات إسلامية أفتت بعدم الجواز مطلقا في تجسيد أي من الصحابة، ومنها هيئة كبار العلماء بالمملكة، والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة في عدة فتاوى لها صادرة في هذا الشأن، كما أن هناك هيئات ومجامع أخرى أفتت بإباحة تجسيد الصحابة رضي الله عنهم بضوابط، ومن هذه الهيئات والمجامع مجمع البحوث الإسلامية، مستثنيا من إباحته العشرة المبشرين بالجنة، وأمهات المؤمنين وبنات النبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت الكرام؛ كالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وولديها الحسن والحسين، وابنتها السيدة زينب؛ فلا يجوز تمثيلهم بحال؛ لما لهم من مكانة عظيمة وسابقة في الإسلام».