هل نحن شعوب تحترم الكتاب وتحافظ عليه وعلى نظافته؟ فإذا كان جوابنا بالإيجاب، فلماذا كتبنا ممزقة؟.. ولماذا يكثر فيها الشطب والكتابة على الهوامش؟ ولماذا انعكس ذلك على أولادنا وأحفادنا فنرى كتبهم الدراسية ممزقة ودفاترهم مهملة وغير مرتبة؟ إنها التربية.. ومن الأساس.. ومن السنوات الأولى.. يجب أن نغرس في قلوبنا وقلوب أولادنا وبناتنا احترام الكتاب واحترام ما يحتويه من علم وفائدة لنا جميعًا، فالكتاب الجميل النظيف يمكن أن تقرأه أنت ويقرأه ابنك وحفيدك من بعدك.. فهذه ثروة يجب أن نحافظ عليها جميعًا، وكنز ثمين يجب أن لا نفرط فيه. وكما أننا اعتدنا منذ الصغر على احترام كتاب الله العزيز القرآن الكريم والمحافظة عليه، فإن علينا أن نحترم كل ما يقع تحت أيدينا من كتب ومجلات ونحاول تزيين مكتباتنا بها بعد أن نقرأها، لأن ذلك يدل على وعينا ومسلكنا الحضاري والإنساني. وما زلت أذكر إحدى اللقاءات الصحفية التي أجريت قبل سنوات مع الدكتور أحمد كمال أبو المجد أحد وزراء الإعلام السابقين في مصر وكيف أن الصحفي الذي أجرى المقابلة الصحفية معه تعجب من نظافة مكتبته وحسن تنظيمها وترتيبها، فلما سأله عن ذلك أجابه الدكتور أبو المجد بأنه يحترم الكتاب، وأنه هو الذي يقوم بتنظيف مكتبته وهو الذي يرتبها، ثم إنه لم يحدث في حياته كلها أن كتب سطرًا واحدًا أو علق بعبارة واحدة في هوامشها وذلك لأنه يحب كتبه ويعتبرها جزء منه يجب الحفاظ عليه. وديننا الإسلامي هو دين النظافة فقد اعتبرها من صميم رسالته، فالمسلم يجب أن يكون جسمه نظيفًا وثوبه نظيفًا وبيته كذلك، وكذلك كتبه ومقتنياته، وذلك لأن أثر النظافة عميق في تزكية النفس وتمكين الإنسان من النهوض بأعباء الحياة. فمتى سنتعلم من ديننا وعقيدتنا حب النظافة وخاصة نظافة القلب والعقل والجسم ومنها نظافة ما نملك وما يقوي مداركنا من علوم وثقافة تزخر بها الكتب والمؤلفات.