أبيدجان: الشيخ محمد - لندن: «الشرق الأوسط» ذكر بيان للديوان الملكي المغربي أن الملك محمد السادس تلقى أول من أمس اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وأوضح البيان أنه «خلال هذا الاتصال، تطرق قائدا البلدين إلى الوضع الراهن للعلاقات المغربية - الفرنسية، على أثر الأحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة». وأضاف البيان أنه «على ضوء التوضيحات التي جرى تقديمها في هذا الشأن، اتفق قائدا البلدين على مواصلة الاتصالات خلال الأيام المقبلة على مستوى الحكومتين، والعمل وفق روح العلاقات المتسمة بطابع التميز التي تجمع البلدين». وكانت العلاقات المغربية - الفرنسية عرفت في الأيام الأخيرة توترا غير مسبوق بسبب شكاوى قضائية رفعت في باريس ضد رئيس جهاز المخابرات الداخلية المغربي عبد اللطيف حموشي بتهمة «التعذيب». واهتزت العلاقات بين فرنسا والمغرب إثر حضور الشرطة إلى مقر السفير المغربي في باريس لإبلاغ مدير المخابرات الداخلية المغربي باستدعاء صادر عن قاضي تحقيق في إطار شكويين قدمتا في فرنسا ضده بتهمة التواطؤ في أعمال تعذيب، وذلك بدعم من منظمة فرنسية غير حكومية هي «عمل المسيحيين لإلغاء التعذيب». وردت الرباط الجمعة باستدعاء السفير الفرنسي «وإبلاغه باحتجاج شديد اللهجة من قبل المملكة المغربية»، مما دفع وزارة الخارجية الفرنسية السبت إلى الإعراب عن الأسف لوقوع هذا «الحادث المؤسف». وزادت تصريحات مسيئة للمغرب نسبت إلى سفير فرنسا لدى الولايات المتحدة فرنسوا دولاتر من توتر العلاقات المغربية - الفرنسية، لكن الخارجية الفرنسية نفت صحتها. وعزا مراقبون السلوكات الفرنسية الأخيرة نحو المغرب إلى كون باريس لا تنظر بعين الرضا إلى زيارة ملك المغرب لمالي ومجموعة من دول غرب أفريقيا، وهي الزيارة التي يرافقه فيها وفد من كبار المسؤولين الاقتصاديين ورجال الأعمال المغاربة، وهو ما عد من قبل الفرنسيين مزاحمة لهم في أسواق غرب أفريقيا. وأشرف العاهل المغربي أمس في أبيدجان على اختتام أشغال المنتدى الاقتصادي الإيفواري - المغربي، الذي انعقد خلال اليومين الماضيين، وأسفر عن توقيع 26 اتفاقية تعاون وشراكة بين البلدين، شملت عدة مجالات اقتصادية واجتماعية. وتنوعت الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، من اتفاقيات تعاون بين القطاعين العام والخاص، إلى اتفاقيات تعاون بين القطاع الخاصة في البلدين. وتشمل هذه الاتفاقيات مجالات الأشغال والصناعة والصحة والنقل والزراعة بالإضافة إلى الخدمات. ووقعت الاتفاقيات من طرف وزراء ومسؤولين من البلدين، بحضور الملك محمد السادس، ورئيس الوزراء الإيفواري دانيال كابلان دانكان؛ في ظل غياب الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، للعلاج في فرنسا. وقال رئيس الوزراء الإيفواري في كلمة بالمناسبة إن «المغرب دائما يظهر اهتماما كبيرا بكل ما يمس بلدان غرب أفريقيا»، وحرصه على دعم التعاون بين البلدين «أظهر قدرا كبيرا من نفاذ البصيرة وإدراك أهمية التنمية في القارة الأفريقية». وتحدث دانكان بإسهاب عن الوضع الاقتصادي في المغرب، مشيدا بالسياسات المعتمدة من طرف السلطات المغربية، التي قال إنها «مكنت المغرب من أن يكون القوة الاقتصادية الخامسة في أفريقيا». وختم كلمته بشكر المغرب ورجال الأعمال فيه «الذين لم يدخروا جهدا في النقاش وتبادل الآراء مع نظرائهم في كوت ديفوار». في سياق ذلك، قالت مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن وإخوتنا في كوت ديفوار متحمسون وجادون في العمل على تحويل طموحاتنا إلى واقع، وتحقيق شراكة مربحة للطرفين من أجل تنمية التعاون جنوب - جنوب». وأكدت بنصالح أن «المستثمرين المغاربة يتطلعون إلى تنمية متبادلة جنوب - جنوب من أجل مواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كوت ديفوار»، قبل أن تشير إلى أن ذلك سيتحقق بفضل الاتفاقيات التي وقعها الطرفان. وقالت إن «كوت ديفوار تتوفر على مصادر بشرية مؤهلة، دون أن ننسى المصادر الطبيعية والنمو، وهي البلد الأكثر ديناميكية في غرب أفريقيا». وناقش المشاركون في المنتدى الذي استمر يومين فرص الاستثمار في كوت ديفوار، والإطار المؤسساتي والتنظيمي للشراكات العمومية - الخاصة، وتطلعات المستثمرين المغاربة في كوت ديفوار، وفرص الاستثمار في القطاعات الواعدة (الفلاحة، الصناعة، المناجم، الطاقة، الهيدروكاربورات، البنيات التحتية، البناء والأشغال العمومية، النقل، اللوجيستيك، الصحة، السياحة، تكنولوجيات الإعلام والاتصال). وقدمت الحكومة الإيفوارية، في ختام أعمال المنتدى، عرضا حول الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع الأعمال الزراعية في كوت ديفوار، ودعوا المستثمرين المغاربة إلى الاستفادة من هذه الفرص، في سياق اتفاقيات التعاون الموقعة في المنتدى، واتفاقيات قد توقع بين البلدين في المستقبل. من جهة أخرى، استقبل الملك محمد السادس، أمس بأبيدجان، الوزير مدير ديوان رئيس جمهورية كوت ديفوار، مارسيل آمون طانوح. وخلال هذا الاستقبال، نقل المسؤول الإيفواري رسالة شفوية إلى العاهل المغربي، من الرئيس واتارا الذي يوجد في رحلة علاج في الخارج. حضر هذا الاستقبال رئيس الوزراء الإيفواري، وزير الدولة وزير الداخلية والأمن، حامد باكايوكو، ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية شارل كوفي ديبي.