×
محافظة المنطقة الشرقية

«خيرية الشارقة» تقدم مساعدات لـ 500 أسرة في سريلانكا

صورة الخبر

يتخذ تنظيم داعش الإرهابي والتابعون له ايديولوجيا التكفير منهجاً وفكراً لهم ، فلا عجب بما يقوم به التنظيم من سفك للدماء وإزهاق الأرواح البريئة، دون رادع ديني أو انساني وزرع الفتنة واستباحة دماء الآمنين والاعتداء على المقدسات والحرمات، كما كان الخوارج من قبلهم في نهجهم وصنيعتهم وفكرهم التكفيري ،ولذا فهم يكفرون كل من خالف معتقدهم وفكرهم الضال، فلم يكتفِ الداعشيون بسفك الدماء وقتل الأنفس البريئة وحسب بل تعدت أعمالهم الإجرامية بالتمثيل بالجثث وإحراقها وتصويرها لتكون شاهداً على دمويتهم ووحشيتهم، إذ إن تنظيم داعش الإرهابي اليوم لم يكن له أن يستمر وينمو لولا الدعم المالي الذي يتلقاه وبالفتاوى الدينية الضالة المضلة، التي تبرر له استحلال الدماء والأموال، وزرع الفتنة وترويع الآمنين وهدر الممتلكات باسم الدين والدين براء منهم. المملكة عانت كثيراً من آفة الإرهاب وكانت السباقة في محاربته وتجفيف منابعه ومصادره «فكر تكفيري» ومع تزايد خطر المنظمات والتنظيمات والتيارات والجماعات الإرهابية وتكثيف حضورها الإجرامي في العديد من دول العالم وخاصة في البلاد الإسلامية والعربية، وحضور «فكرها التكفيري» والمتطرف والتفجيري وما ترتب عليه من إزهاق للأرواح البريئة وإخافة للناس وزعزعة الأمن والاستقرار وتدمير للممتلكات وإتلاف للأموال، كان للمملكة التي عانت كثيراً من الإرهاب والفكر الضال قصب السبق في التصدي لهذه الفئات الضالة وتكريس دعوة مختلف دول العالم ومنظماته وهيئاته الدولية والأممية لوقوف العالم يداً واحدة للتصدي لهذا الخطر المهدد لها ولأمن شعوبها دون استثناء. سنظل دوماً مجتمع الجسد الواحد ضد العابثين بأمننا ووحدتنا مهما عصفت بنا المحن والصعاب وقد صدر عن المملكة العديد من البيانات والدعوات المنبهة لشدة وحِدَّة خطر هذا الشر المحدق بالعالم بأسره ومنها صدور العديد من البيانات عن هيئة كبار العلماء، ومن بينها بيان أصدره مجلس هيئة كبار العلماء في دورته 49 في 2 ربيع الآخر 1419ه بشأن ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها من التكفير والتفجير وما ينشأ عنهما من سفك الدماء وتخريب المنشآت وإزهاق الأرواح البريئة، وغيرها. «التسرع في التكفير خطر عظيم»! وأكدت هيئة كبار العلماء في بيانها إذ ذاك، أن التكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله فكذلك التكفير وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل يكون كفراً أكبر مخرجاً عن الملة، ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير، فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر فقال: «أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه». وأشار البيان إلى أنه قد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الاعتقاد كفر ولا يكفر من اتصف به لوجود مانع يمنع من كفره وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بوجود أسبابها وشروطها وانتفاء موانعها كما في الإرث سببه القرابة -مثلاً- وقد لا يرث بها لوجود مانع كاختلاف الدين وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به، وقد ينطق المسلم بكلمة بالكفر لغلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر بها لعدم القصد كما في قصة الذي قال: «اللهم أنت عبدي وأنا ربك» أخطأ من شدة الفرح، والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال ومنع التوارث وفسخ النكاح وغيرها مما يترتب على الردة فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة». وأضاف بيان الهيئة قائلاً: وإذا كان هذا في ولاة الأمور كان أشد لما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم وإشاعة الفوضى وسفك الدماء وفساد العباد والبلاد ولهذا منع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من منابذتهم، فقال: «إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان «فأفاد قوله» إلا أن تروا» أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة وأفاد قوله «كفراً» أنه لا يكفي الفسوق ولو كبر كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار والاستئثار المحرم، وأفاد قوله «بواحاً» أنه لا يكفي الكفر الذي ليس ببواح أي صريح ظاهر، وأفاد قوله: «عندكم فيه من الله برهان» أنه لا بد من دليل صريح بحيث يكون صحيح الثبوت صريح الدلالة فلا يكفي الدليل ضعيف السند ولا غامض الدلالة، وأفاد قوله: «من الله» أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه القيود تدل على خطورة الأمر. «فكر منحرف وعقيدة ضالة» وشددت الهيئة على أن التسرع في التكفير له خطره العظيم لقول الله عز وجل ((قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون))، وتطرق بيان هيئة كبار العلماء إلى ما نجم عن هذا الاعتقاد الخاطئ من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال الخاصة والعامة وتفجير المساكن والمركبات وتخريب المنشآت فهذه الأعمال وأمثالها محرمة شرعاً بإجماع المسلمين لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة وهتك لحرمة الأموال وهتك لحرمات الأمن والاستقرار وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم، وغدوهم ورواحهم، وهتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها. ويضيف البيان: لقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم وحرم انتهاكها وشدد في ذلك وكان من آخر ما بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أمته، فقال في خطبة حجة الوداع «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا»، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد» متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، وقال عليه الصلاة والسلام: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة»، وقد توعد الله سبحانه وتعالى من قتل نفساً معصومة بأشد الوعيد، فقال سبحانه في حق المؤمن ((ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً))، وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ ((وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة))، فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة فكيف إذا قتل عمداً فإن الجريمة تكون أعظم والإثم يكون أكبر، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة». ومضى بيان الهيئة إلى القول: إن المجلس إذ يبين حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخطورة إطلاق ذلك لما يترتب عليه من شرور وآثام فإنه يعلن للعالم أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطئ وأن ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي والإسلام بريء منه وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف وعقيدة ضالة فهو يحمل إثمه وجرمه فلا يحتسب عمله على الإسلام ولا على المسلمين المهتدين بهدى الإسلام المعتصمين بالكتاب والسنة المتمسكين بحبل الله المتين وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة ولهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله، قال الله تعالى ((ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا، ويشهد الله على ما فيه قلبه، وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد)). «منجز أمني» إن المنجز الأمني الأخير الذي كشف عن إحباط أربع محاولات إرهابية قبل وقوعها في مناطق مختلفة من المملكة، وكذلك الإطاحة بخلايا إرهابية عنقودية مرتبطة بتنظيم داعش يبلغ عدد أفرادها شخصاً من جنسيات مختلفة تأتي ضمن مخطط يدار من المناطق المضطربة في الخارج ويهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى؛ يعُد منجزاً أمنياً كبيراً نحو قدرتها على التصدي لخطط الإرهاب وداعميه ومموليه ودور الجهات الأمنية الدائم في القيام بمسؤولياتها الجسيمة في الحفاظ على أمن ومكتسبات الوطن على أكمل وجه؛ فقتل رجال الأمن، وتفجيرات المساجد ليست هي مشروعات داعش التي تطمح لتنفيذها، فمشروعاتها أكبر من هذه التصرفات، وبالتالي تعود أسباب محدودية مشروعاتها تلك للقدرة الأمنية الفائقة والكبيرة في مكافحة الإرهاب في المملكة وقبضة وقوة الأمن التي كانت لهم بالمرصاد ووقوفها في وجه نيران الفتنة وضد رعاة وممولي الإرهاب والقضاء على خططهم ونواياهم الإجرامية وتقديمهم للعدالة، وكلنا جميعاً ثقة برجال أمننا البواسل ووقوفهم بكل - عزم وحزم - لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن ومقدراته ووحدته الوطنية الراسخة المنطلقة من مبادئ الكتاب والسنة وتعاليم الدين الحنيف والمنهج المعتدل الذي قامت عليه هذه البلاد المباركة وقيادة لم ولن تتوانى عن خدمة ورعاية وحفظ حقوق شعبها الوفي الصادق بحبه لقيادته وولاة أمره وسنقف دوماً في وجه الإرهاب بشتى صوره وأشكاله ومهما عصفت بنا المحن والصعاب.