عواصم (وكالات) دخلت تركيا في الحملة العسكرية لمواجهة «داعش» عبر شن أولى غاراتها الجوية على مواقع تابعة للتنظيم الإرهابي في سوريا ليل الخميس الجمعة، تزامناً مع حملة اعتقالات واسعة «لمكافحة الإرهاب» بمشاركة 5 آلاف عنصر أمني ومروحيات في 16 محافظة، أسفرت عن توقيف نحو 300 عنصر من التنظيم الإرهابي والأكراد بينهم 37 أجنبياً. وتعهد رئيس البلاد رجب طيب أردوغان باتخاذ إجراءات أكثر حسماً ضد المتشددين والمسلحين الأكراد واليساريين، بالداخل على حد سواء، معتبراً حملة التوقيفات والضربات «خطوة أولى»، فيما قال رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو أن الحملة الجوية ضد «داعش» ستستمر وليست أمراً طارئاً، مؤكداً أن الضربات داخل الأراضي السورية التي استهدفت 4 مواقع إرهابية «أدت مهامها» بالشكل الأفضل. جاء ذلك، غداة إعلان مسؤولين أميركيين أن أنقرة وافقت بعد مفاوضات طويلة، على السماح للطائرات الأميركية بالقيام بمهمات ضد «داعش» في سوريا، انطلاقاً من قاعدة انجيرليك وقواعد جوية أخرى، الأمر الذي أكده داود أوغلو بقوله أمس، إن هذه القاعدة «ستستخدم وفق معايير محددة»، دون توضيح. غير أن صحيفة «حرييت» التركية قالت أمس، إن الاتفاق التركي الأميركي باستخدام قاعدة انجرليك لشن هجمات على «داعش» في سوريا، يتضمن أيضاً إقامة منطقة حظر طيران على أجزاء من سوريا بمحاذاة الحدود تمتد لنحو 90 كلم بين مدينتي مارع وجرابلس السوريتين، بما يقدم الدعم «لمنطقة آمنة» حتى 50 كلم في عمق الأراضي السورية، مؤكدة أن مقاتلات الأسد لن تتمكن من التحليق في منطقة الحظر وسيتم استهدافها إن تجرأت على ذلك. وفي وقت لاحق مساء أمس، أكدت وزارة الخارجية التركية أن أنقرة ستشارك في الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» كما ستسمح بنشر طائرات مقاتلة على أراضيها، مبينة أن عناصر سلاح الطيران التركي سيتم تكليفها أيضاً بنفس أهداف هذه العمليات. وبعد 4 أيام على هجوم انتحاري دامٍ استهدف مدينة سوروج الحدودية جنوب تركيا، ونسبته الحكومة إلى «داعش»، قامت 3 مقاتلات طراز اف-16 من سلاح الجو التركي قبيل الساعة 4 صباحاً بالتوقيت المحلي، بقصف 4 مواقع للإرهابيين في المنطقة الحدودية داخل سوريا قبالة مدينة كيليس. وتشكل هذه الغارات منعطفاً في سياسة النظام المحافظ إزاء سوريا والذي يتهمه حلفاؤه منذ فترة طويلة بغض الطرف عن المنظمات المتطرفة التي تقاتل في سوريا. وأوضح مسؤول تركي أن ضربات الجمعة هدفها «وقائي» مبيناً بقوله «حصلنا في الأسابيع الأخيرة على معلومات تدل على أن تنظيم المتطرف يقوم بتكديس السلاح». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات التركية أدت إلى مقتل 9 متطرفين من «داعش». من جهتها، نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن مركز التنسيق التابع لرئاسة الوزراء التركية أن 3 مقاتلات اف – 16 أطلقت 4 قذائف موجهة على 3 أهداف لتنظيم «داعش» في سوريا، هي مقران وتجمع للتنظيم موقعة قتلى ودمرت آلية. وتأتي هذه الضربة الجوية التي أصابت أهدافاً على الضفة الأخرى من الحدود قبالة إقليم كيلس بعد تبادل لإطلاق النار عبر الحدود جرى أمس الأول، بين قوات تركية ومسلحي «داعش» قتل خلاله جندي تركي وأحد مسلحي التنظيم الإرهابي. وساد الهدوء أمس تلك المنطقة التي شهدت دوريات مكثفة على طول الحدود، بحسب مصادر صحفية، فيما سمع عدد من الطلقات المنفردة من الجهة السورية. ... المزيد