سعى المرشحون لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأربعاء، لمجابهة الملياردير دونالد ترامب الذي بقي في وسط السجال خلال المناظرة التلفزيونية الثانية من حملة الانتخابات التمهيدية. وشارك عشرة مرشحين ومرشحة واحدة في المناظرة التي نظمتها شبكة سي إن إن في مكتبة الرئيس رونالد ريغان في سيمي فالي قرب لوس أنجلوس بكاليفورنيا، على أن تليها مناظرات أخرى حتى بدء الانتخابات التمهيدية في الأول من فبراير/شباط 2016 في ولاية أيوا. وتمكنت الرئيسة السابقة لشركة هيوليت باكارد كارلي فيورينا التي حققت تقدماً بعد أداء جيد في مناظرة ثانوية في أغسطس/آب، من تسجيل بعض النقاط في هجماتها على الملياردير من غير أن تفقد مرة هدوءها، مستهدفة صلب رسالته الانتخابية: نجاحه في الأعمال. وسالته لماذا يجدر بنا أن نثق بك بالنسبة لمالية هذا البلد أكثر منه بالنسبة لمالية كازينوهاتك؟ مذكرة بأن شركاته تكبدت أربعة إفلاسات. وكانت فيورينا الوحيدة التي تمكنت من زعزعة هدوء ترامب الذي يبدي عادة ثقة مفرطة في نفسه، وقد نقل عنه صحفي قبل بضعة أيام قوله عن المرشحة إن وجهها لا يوحي بأنها جديرة بالرئاسة. وردت عليه معلنة أن جميع النساء في هذا البلد سمعن بوضوح ما قاله السيد ترامب. وارتبك ترامب فأجاب أعتقد أنها امرأة جميلة. لكنه رغم ذلك احتفظ بنبرته الاستفزازية الاعتيادية عارضاً خططه من غير أن يدعمها مرة واحدة بحجج أو يخوض في تفاصيلها، ولو أنه بدا متعباً في الساعة الثالثة من المناظرة. وقال أنا رجل أعمال. حققت نجاحاً كبيراً جداً وأريد أن أضع هذه الموهبة في خدمة بلادي، لتعود غنية من جديد ولا أعتقد أن أياً من الموجودين هنا قادر على ذلك. وعلق على أدائه خلال المناظرة للصحفيين المحتشدين في قاعة الصحافة فرأى أن المناظرة طويلة جداً وقال كارلي امرأة لطيفة جداً، عرفت لحظات صعبة، لكنها امرأة لطيفة. ويرى العديدون أن السجال العنيف الجاري منذ أسابيع بين دونالد ترامب وباقي الطبقة السياسية، إنما هو دليل على قلة جدية المرشح ،ويثبت أن أطباعه لا تتلاءم مع مسؤوليات البيت الأبيض. وقال جيب بوش شقيق الرئيس السابق جورج بوش إن الشتائم ليست بحد ذاتها ضمانة لأداء ناجح وقد تبادل المرشحان مراراً انتقادات لاذعة. ونظمت المناظرة بحيث تدفع المرشحين إلى الإجابة على بعضهم بعضا مباشرة أو حتى انتقاد بعضهم بعضا مباشرة. وفيما يتشارك المرشحون جميعاً في القناعات والمبادئ ذاتها حول الاقتصاد والإجهاض والأسلحة النارية، فقد سعوا للتمايز عن بعضهم بعضا في قدرتهم على تولي منصب القيادة العليا وفرض أنفسهم على قادة بلدان تقيم علاقات خلافية مع الولايات المتحدة وفي طليعتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. (أ ف ب)