×
محافظة المنطقة الشرقية

مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يعقد اجتماعاً برئاسة الأمير محمد بن سلمان

صورة الخبر

تقول صيرورة وحتمية التاريخ الاجتماعي إن أفكار التطرف الديني لا تنشأ إلا في المجتمعات الكانتونية المغلقة والغارقة في كوابيس الجهل والأمية. في مثل هذا الظرف والوضع ترعرعت الهندوسية المتطرفة في جبال شمال الهند، لدرجة كانت معها تنظر إلى النظافة والاغتسال على أنه عمل مخالف للفطرة البشرية إلا ما كان من مياه المطر. على الطريق نفسه ذهبت جماعة "واكو" الأميركية التي أغلقت على نفسها أبواب مبنى ضخم في ولاية تكساس، ثم أحرقت نفسها في حادث رهيب أودى بأكثر من 300 نفس ما بين رجل وطفل وامرأة، ثم ثبت فيما بعد أن جماعة "واكو" تحرم القراءة والكتابة، لأنهما يخالفان منهج المسيح عليه أفضل الصلاة والسلام الذي لا يقرأ ولا يكتب ولم يدخل مدرسة نظامية. وهنا ندخل للمقاربة والمقارنة مع الفكرة الحوثية المتطرفة. يقول تقرير تربوي صادر من مركز ابن يزن للأبحاث التربوية، إن جامعة صعدة لا تستقبل من طلابها الدارسين المنتظمين إلا أقل من 7% في اليوم الدراسي الواحد خلال العقد الأخير من الزمن. نسبة الأمية المكتملة بين الرجال في صعدة تصل إلى 58% بينما تصل النسبة ذاتها بين النساء إلى 89%. وفي الصفحة الأخرى يذكر تقرير "الأليسكو" أن محافظة صعدة تقع في المركز ما قبل الأخير في نسبة الأمية على الخريطة التعليمية العربية - بعد أو قبل - مقديشو الصومالية. وحتى في السيرة الذاتية لعبدالملك الحوثي تقول الأسطر إنه تخرّج في كتاتيب منزل والده قبل أن يسافر إلى "قم" لثلاثة أعوام من أجل التعبئة الدينية. والسؤال الجوهري: كيف تستطيع أن تتعامل وتقنع كتائب الأمية والجهل أن "الحوثي" مجرد خطاب إنشائي لم يبْنِ أبدا مصحة أو مدرسة أو طريقا؟ كيف تستطيع إقناع كتائب الجهل والأمية المطلقة أن أكثر من 200 طائرة مقاتلة لن تسقط فوق جبال صعدة كالفراش المتناثر؟ وكيف ستقنع كانتون الجهل والأمية أنهم في مواجهة العلم والتقنية؟ كيف تستطيع أن تقنع كانتون الجهل والأمية أن نشوة قيلولة "القات" لا تستطيع بالجهل والأمية هزيمة جيش تسلح بالعلم والتقنية؟ هذه أسئلة كبرى مفتوحة أمام كل الأسئلة. والخلاصة النهائية أننا أمام كتائب الجهل والأمية، إنما نكرر خطاب حسن نصرالله إلى أتباعه في حارة حريك، ولكن بلسان عبدالملك الحوثي في حارة الشامي بمحافظة صعدة. خطاب تقليدي وكأنه رسالة كربونية بالفاكس ما بين "حريك" و"الشامي" حذو الكلمة بالكلمة. خطاب انتصار كاذب وهمي في ثنايا الهزيمة المطلقة، يستغل بالألفاظ عواطف الجهل والأمية.. غدا نكمل.