لم يمض شهر على استجابة بلدية محافظة خميس مشيط لشكاوى سكان شرق المحافظة، بالعمل على نقل سوق المواشي والأعلاف من جوار السكان، حتى أكدت مديرية المياه بالمنطقة أن محطة معالجة مياه الصرف الصحي شرق المحافظة لا تشكل إزعاجا أوضررا على صحتهم، وليس هناك سبب مقنع لنقلها من موقعها الحالي، إضافة إلى أن ذلك فيه هدر لملايين الريالات. وأكد مدير عام المياه بمنطقة عسير المهندس يزيد بن يحيى آل عائض لـ"الوطن" أمس، أن محطة معالجة مياه الصرف الصحي بمحافظة خميس مشيط أنشئت منذ ثلاثة عقود قبل أن يكون هناك أي مخططات سكنية قريبة من المحطة، وأن وجود المحطة في موقعها الحالي لا يشكل أي خطورة على حياة الإنسان، قائلا "في مدينة أبها حاليا قامت مخططات سكنية، وبدأ البناء فيها بشكل كبير خلال العامين الماضيين، رغم وجود محطة المعالجة في نفس الموقع، وهي مشابهة تماما لتلك القائمة بخميس مشيط، مما يطمئن أن السكن بالقرب من محطات المعالجة ليس مزعجا أو ضارا بالإنسان". ونفى آل عائض، أن يكون هناك لجنة تعمل على موضوع المحطة أو نقلها، مشيرا إلى أن تنفيذ وتفعيل المشاريع يتم من أجل المواطن، ولن يتم السماح بأن تكون مصدر أذى له بأي شكل كان، موضحا أن نقلها من موقعها الحالي فيه هدر لملايين الريالات التي تم صرفها في مشاريع منفذة سابقا، وكان الهدف منها خدمة المواطن وتأسيس البنى التحتية لهذه المشاريع، إضافة إلى أنها ترتبط بجزء كبير من المحافظة بما في ذلك خطوط رئيسة وفرعية، وفي حال نقلها فإن ذلك يستلزم إنشاء محطة جديدة، الأمر الذي يكلف الدولة مبالغ مالية عالية دون مبرر. وبين آل عائض، أن هناك دراسة بيئية قامت بها المديرية عن طريق مكتب بيئي متخصص لدراسة الآثار البيئية للمحطة، وقدمت تقارير دورية لعدم أضرار المحطة، مؤكدا أن المحطة مصممة ومنفذة على غرار محطات المعالجة داخل النطاقات السكنية في مدن المملكة الرئيسة، وكذلك المدن العالمية، التي تخضع جميعها لمواصفات عالية حفاظا على البيئة وتكون فيها المعالجة ثلاثية، إذ تصبح المياه بعدها ذات خصائص مطابقة للمعايير العالمية، ويتم الاستفادة منها في الأغراض الزراعية والصناعية والتجارية. وأضاف آل عائض، أن المديرية بصدد إضافة وحدات معالجة رباعية سترفع من مستوى المعالجة في محطاتها كافة المنتشرة في منطقة عسير، بما فيها محطة معالجة مياه الصرف الصحي بمحافظة خميس مشيط، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة قامت وبشكل منفرد بأخذ عينات من المياه المنتجة من المحطة وعملت على تحليلها وجاءت النتائج متطابقة تماما مع المواصفات القياسية للمياه المعالجة ثلاثيا، وأوضحت النتائج أيضا إمكانية استخدام المياه لأغراض الري المقيد. وكان عدد من سكان الحي الراقي بمحافظة خميس مشيط، منهم ناصر الدوسري وتركي الأحمري، محمد القحطاني، قد أكدوا تضررهم من محطة الصرف الصحي المجاورة لمساكنهم، لتطاير الروائح الكريهة، إلى جانب انتشار البعوض والحشرات نتيجة وجود تلك المياه، مطالبين بنقل المحطة خارج المحافظة كليا، إذ إنها أصبحت مجاورة للسكان، مما جعلهم بين أمرين أما العيش تحت الضرر أو النقل من الحي نهائيا.