×
محافظة المنطقة الشرقية

أخطاء استخدام مستحضرات التجميل تسبب المرض

صورة الخبر

نحتفل هذه الأيام بعيد الفطر المبارك وفي مثل هذه المناسبات كثيراً ما نسمع مقولة ان العيد للأطفال، حيث يؤمن الكثير من حولنا بأن الفرحة سُجنت أو خفت بريقها بعد عمر الطفولة، فهل وأد التقدم في السن أو المرض وغيرها من الأسباب تلك الفرحة أم أن قناعات داخلنا سجنت ذواتنا عن استشعار الفرح. لا شك أن الطفولة أتاحت لنا الانطلاق والتعبير بعفوية والتواصل دونما تعقيدات مع الآخرين، لكنها أيضاً لابد وأنها شهدت الكثير من الأحداث القاسية حتى في الأعياد لكن ليس بمقاييسنا الآن وإنما بمقاييسنا البسيطة في ذلك الوقت، لكن الأهم هو ما الذي يمنعنا من الهروب قليلاً من التعقيدات التي صنعناها حولنا لنتعامل ببساطة وبعفوية وأن نفرح. أتأمل أحياناً الفاصل النفسي وربما الاجتماعي الذي يحيط بمن تلقى خبراً بإصابته بمرض عضال بحسب تصنيف الأطباء في هذه اللحظة من الزمن، وبين من لم يتلق ذلك الخبر، وأتساءل كم من بيننا اليوم مصابون لا يعرفون أنهم مرضى ويتصرفون بطاقة الأصحاء وبعضهم لا يعلم بمرضه إلى وفاته، فلماذا تتغير الحياة بعد تحليل مختبري أو كشف عابر؟!. أحياناً يحملنا التفكير بالمرض على تذكر حقيقة أن حياتنا الباقية هي مجرد أيام معدودة، لكن هذا المفهوم مشوش، فحتى الأصحاء لم يهربوا يوماً من القدر فـ «كل بن أنثى وإن طالت سلامته، يوماً على آلةٍ حدباء محمولٌ» وليس لديهم ضمانات للبقاء يوماً واحداً، ومهما طالت الحياة بنا فهي أشبه بقطرة في زمن طويل يقدر بملايين السنوات من عمر الكون. أفكار أخرى تسيطر على عقولنا تبقي حواسنا سجينة الألم أو الخوف من الألم، بينما حياتنا أصحاء ومرضى أو من يعتقد أنه معافى صغاراً أم كباراً، أغنياء وفقراء خلقها الله في كبد يخالط معاناتها أوقات صفاء تشعرنا بحلاوة الدنيا أفلا تستحق منا أن نتوقف عندها لنستعيد بهجتنا وروحنا العالية المؤمنة بقضاء الله وقدرته، لنتعاطى الأمل ونتبادل البسمات النابعة من داخلنا. مشكلة العقل البشري أنه يستجيب للأرقام والمنطق النظري حتى لو أثبتت لنا الحياة مراراً وتكراراً أن الواقع مختلف عن الحسابات، كم من الاجداد سبقهم أحفادهم إلى مصير معلومٍ وكم من المرضى خالفوا توقعات معالجيهم الذين أخذتهم العزة بما تعلموا فأخذوا يحددون الآجال ويوزعون شهادات البقاء والرحيل متناسين قدرة الله عز وجل. حينما أسافر وأرى زوجين في السبعينيات والثمانينيات من العمر من جنسيات أخرى يسافران وحدهما من مدينة لأخرى ومن دولة لأخرى يستمتعان بالحياة ويمارسان الفرح ويحملان معهما أعيادهما، وكأنهما شابان يحتفلان بشهر العسل لا يمنعهما السن أو أية ظروف أخرى عن الفرح. لسبب أو لآخر يحتاج الإنسان للتوقف لمراجعة حساباته، وفي بعض الأحيان يجب أن يملك الجرأة ليرمي بحساباته في عرض البحر، ويبدأ صفحة جديدة مفعمة بالأمل والإيمان بقضاء الله وقدره لتكون خالية من نتائج المعادلات القديمة، عله يعيد الارتياح في تواصله مع الحياة ومع ذاته ومع الله سبحانه وتعالى. كم هو مذهل ما يمكن أن يقوم به الإنسان بالعزيمة والإصرار والثقة والاطمئنان لمشيئة الله، وكم يبدو مشلولاً مستسلماً حينما تحدوه الأقدار دون سابق إنذار، مهما كانت صحته وحذره وعزيمته، وسواءً أكمل عامين أو عشرة، أربعين أو ثمانين سنة على الأرض أو في السماء، فلماذا لا نسعد باليوم، وبالعيد. بالرغم من أن الإسلام أعلن عن عيدين وحث على الاحتفال بهما ومنع صيامهما وشرّع فيهما إبداء مظاهر الفرح، كما أن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- كان من أكثر الناس تبسماً، إلا أن البعض من خلال ممارساتهم يبدون متوجسين من الفرح أو متوهمين بأن التدين لا يسعه الفرح. أدعوكم ونفسي اليوم للفرح وتأمل الجميل في الحياة، فإن لم نملك تغيير النوائب والظروف من حولنا فلنغير ردود أفعالنا، ولنشغل أنفسنا هذه الأيام بسؤال واحد هو كيف نحتفل بالعيد هذا العام، وكل عام؟، ومن العايدين.