احتفلت مؤسسة «البيت العربي» في مدريد بالترجمة الإسبانية لديوان الشاعر محمد بنيس «نبيذ»، الصادر بالعربية عن دار رياض الريس في بيروت عام 2003. أنجز فديريكو أربوس الترجمة مع كلمة افتتاحية، وصدر الكتاب عن دار منشورات الشرق والمتوسط في مدريد في طبعة أنيقة باللغتين العربية والإسبانية، وغلافها مزين بتفصيل من لوحة «حديقة الملذات» للفنان الهولندي جيروم بوش. أحيا الأمسية كل من مدير البيت العربي، إدواردو لوبيز بوسكيتس، الذي ترأس الاحتفال، والشاعر أنطونيو غامونيدا والشاعرة كلارا خانيس إلى جانب المترجم فديريكو أربوس بصحبة الشاعر محمد بنيس، وحضرها جمهور متنوع غالبه من الإسبانيين وبعض العرب، من مثقفين ومهتمين. وبعد إلقاء المدير كلمة تقديم الأمسية والترحيب، تحدث الشاعر أنطونيو غامونيدا، وتعرض لخصوصية علاقة الصداقة التي تربطه بمحمد بنيس وقرأ قصيدة مركبة، تعتمد عبارات وإشارات من الديوان المترجم. وأوضحت الشاعرة كلارا خانيس، مديرة سلسة الشعر في الدار، أهمية هذا العمل الشعري الجديد الذي تنشره الدار بعد أن كانت نشرت، في عام 2006، ديوان بنيس «هبة الفراغ» في ترجمة قام بها لويس ميغيل كانيادا، الذي ترجم أيضاً ديوان «نهر بين جنازتين» وصدر عن دار إيكاريا في برشلونة عام 2010. وتطرقت الشاعرة كلارا إلى أن «نبيذ» منشور في الدار إلى جانب أعمال أدونيس ومحمود درويش والمتنبي. وتناول فديريكو أربوس العلاقة مع محمد بنيس التي تعود إلى بداية الثمانينات، من خلال ترجمة مقاطع من شعره، ثم تناول خصائص ديوان «نبيذ» الذي يستعيد تجربة الشعر العربي القديم في صورة جديدة، منفتحة على تجربة حديثة في كليتها، وعلى مدن وجهات مختلفة من العالم، جمع فيها بين بوردو وتبريز وبغداد وقرطبة، وأعطى الشاعر ديواناً مبنياً وفق رؤية كونية ووجودية، مادية واستعارية في آن. وفي كلمة مختصرة توجه محمد بنيس بالشكر إلى مدير البيت العربي على إقامة الأمسية وإلى أصدقائه المشاركين فيها وجمهور الحاضرين، ثم نبه الى أهمية الآداب والفنون في إشاعة روح الأخوة بين الشعوب، وما يختزنه الشعر من قوة في تمتين الصداقات الشعرية، ووضح مفهومه للكتابة الشعرية في هذا الديوان. وجاءت بعد ذلك لحظة شعرية، قرأ فيها الشاعر والمترجم قصائد مختارة.