بينما وصل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي إلى بغداد مساء أول من أمس في زيارة غير معلنة طبقا للمصادر الأميركية، فإن الحكومة العراقية لم تعلن نبأ الزيارة كما لم يصدر ما يفيد بإجراء ديمبسي مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين مثلما هي العادة. وكان ديمبسي أعلن في تصريح لدى وصوله العاصمة العراقية لوسائل إعلام أميركية، أن «عملية استعادة السيطرة على مدينة الرمادي التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي تكتسب المزيد من الزخم». وأضاف ديمبسي أنه «لا حاجة للمزيد من القوات الأميركية على الأرض في العراق». وهذه هي أول زيارة لمسؤول أميركي رفيع المستوى إلى بغداد بعد توقيع الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة «5 + 1»، ولا سيما أن العراق كان من أوائل الدول التي رحبت بتوقيع هذا الاتفاق. وراجت أخبار قبل أيام من توقيع الاتفاق تفيد بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي كان قد حمل خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي رسالة من الرئيس باراك أوباما إلى القيادة الإيرانية وهو ما لم ينفه أو يؤكده المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي. كما تأتي هذه الزيارة بعد أيام من بدء عملية تحرير الأنبار من سيطرة داعش وتوقف القوات العراقية عن الاستمرار في التقدم باتجاه مدينتي الرمادي والفلوجة اللتين لا يزال مقاتلو «داعش» يتحصنون فيهما. إلى ذلك، أعلن مسؤول أمني رفيع المستوى في حديث لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، أن «من بين الثمرات المهمة للاتفاق النووي الأميركي - الإيراني على مستوى العمليات العسكرية في العراق، أن واشنطن سحبت الفيتو الذي كانت قد فرضته على كل من (عصائب أهل الحق) وكتائب حزب الله لجهة المشاركة في العمليات القتالية»، مشيرا إلى أن «الشرط الأميركي كان أن الطيران الأميركي لن يشارك من طالما توجد كل من العصائب والكتائب على أرض المعركة وهو ما حصل بالفعل في معارك صلاح الدين». وأوضح المسؤول الأمني، أن «معارك الرمادي التي يشارك فيها الطيران الأميركي بفاعلية أكبر من أي عمليات سابقة قد تأتي في سياق هذا التفاهم الضمني بين الطرفين»، مؤكدا أن «ديمبسي يريد الاطمئنان على سير معارك الأنبار، ولا سيما بعد تقديم الجانب الأميركي أسلحة هامة للجانب العراقي وفي المقدمة منها الصواريخ الخارقة للدروع».