رام الله: كفاح زبون وصفت وزيرة القضاء الإسرائيلي، ومسؤولة ملف المفاوضات، تسيبي ليفني، استقالة طاقم التفاوض الفلسطيني بأنها «صناعة دراما»، وقالت إنها «لا تتماشى والتعهدات التي أخذها الفلسطينيون على عاتقهم بداية المفاوضات». وأَضافت ليفني، «لم نتعهد قط بوقف الاستيطان قبل بدء المباحثات، وهم يعرفون ذلك». وتابعت في تصريحات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، «يجب الاستمرار في المفاوضات. وأنا أتوقع ألا يقوم الفلسطينيون باتخاذ كل فرصة لصناعة الدراما. يجب وقف استغلال الفرض من أجل أغراض سياسية بحتة». وكانت ليفني تعقب على إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، استقالة الوفد المفاوض دون أن يعلن أنه قبلها أو لا. وكان أبو مازن أكد الأربعاء، في حديث مع محطة تلفزيون مصرية، أن المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام مع إسرائيل استقالوا احتجاجا على عدم تحقيق تقدم في المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة. لكنه أشار رغم ذلك إلى أن المفاوضات ستستمر بغض النظر عن موقف المفاوضين. ورجحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» استمرار المفاوضين الحاليين (صائب عريقات ومحمد اشتيه) في مهامهم. وقالت «إن الرئيس لم يقبل الاستقالة وسيطلب منهم مواصلة مهامهم». وأضافت المصادر «لكن إذا أصروا عليها لأي سبب فإنه سيشكل وفدا آخر». والاستقالة التي تحدث عنها أبو مازن ليست جديدة. وأكدت المصادر، أن الوفد الفلسطيني قدم استقالته في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، احتجاجا على عدم تقدم المفاوضات وبسبب تحكم إسرائيل ببرنامج وآلية المفاوضات من دون تدخل أميركي فاعل. وعمليا، التقى الوفدان مرة أخرى بعد هذه الاستقالة، عشية زيارة كيري الأخيرة للمنطقة، لكن اللقاء كان عاصفا وانتهى بتبادل الصراخ والاتهامات. وأكثر ما أغضب السلطة الفلسطينية، أن إسرائيل راحت تدفع بخطط استيطان كبيرة وضخمة في مناطق حيوية في الضفة الغربية، وأخذت توهم العالم أن ذلك يتم بموافقة الفلسطينيين، مقابل إطلاقها سراح أسرى ما قبل اتفاق «أوسلو» (القدامى). وكاد الرئيس الفلسطيني أن يعلن قبل يومين نهاية المفاوضات بعدما دفعت الحكومة الإسرائيلية بخطط لبناء نحو 24 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس، لكن تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اللحظات الأخيرة عن الخطة الجديدة، أنقذ المفاوضات وجعل أبو مازن يعود عن موقفه. وحاولت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، التهوين من تداعيات استقالة الوفد الفلسطيني، وقالت إن «الرئيس عباس قال إن الاستقالة لا تعني وقف المفاوضات.. الوفد الفلسطيني المفاوض إما أن يقرر العودة أو يكون من الضروري تشكيل وفد جديد، هذا ما قاله الرئيس الفلسطيني، والجدير بالاهتمام هنا هو التزامه باستمرار المفاوضات لمدة 9 أشهر أي حتى الربيع». وقالت بساكي، إنها تعرف أنه سيكون هناك لحظات صعود وهبوط في المحادثات. وتابعت «لكن الطرفين سيبقيان ملتزمين بعملية التفاوض، وقد كررا التزامهما الأسبوع الماضي، لذلك سنمضي قدما». وأشارت إلى أن كيري تحدث مع عباس ونتنياهو يوم الثلاثاء وحصل على تعهدات مماثلة. وكان كيري اتصل الثلاثاء من أجل إنقاذ المفاوضات بعدما قرر أبو مازن، وقفها وطلب من كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، الاتصال بالإدارة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، ومجلس الأمن، والأمم والمتحدة، واللجنة الرباعية الدولية، والأمين العام للجامعة العربية، ولجنة مبادرة السلام العربية، وإبلاغهم بقرار وقف المفاوضات إذا لم يتراجع نتنياهو عن خططه الاستيطانية. وضغط كيري بقوة على نتنياهو وتحدث إلى عباس مطولا قبل أن يصل إلى حل للمسألة. وفي غزة، قالت حركة حماس، إن إعلان الوفد الفلسطيني، استقالته «خطوة لا معنى لها». وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، «إن ما يجب فعله هو وقف المفاوضات وليس تغيير الوفد». وعد أبو زهري استقالة الوفد الفلسطيني خطوة إعلامية، «المطلوب هو إنهاء المفاوضات وليس استبدال وفد التفاوض هذا عدا عن كونها خطوة إعلامية ليس أكثر».