على وقع فشلها في تثبيت هدنة يومية أعلنتها من جانب واحد مدتها ثلاث ساعات، تخطط روسيا لتحويل مطارها العسكري في حميميم إلى قاعدة جوية دائمة، تزامناً مع إعلانها إجراء مناورات بحرية واسعة قبالة السواحل السورية، تشمل اختبار صواريخ موجهة من طراز كاليبر. ووفق النائب الأول لرئيس لجنة شؤون الدفاع والأمن في مجلس اتحاد روسيا، فرانتس كلينتسيفيتش، فإنه «بعد تحديد وضعها القانوني، ستصبح حميميم قاعدة عسكرية روسية، سنشيد فيها بنية تحتية مناسبة، وسيعيش عسكريونا في ظروف كريمة». ولم يستبعد عضو الغرفة العليا في البرلمان إمكان زيادة عدد الطائرات العسكرية الروسية المتمركزة في سورية، لكنه أكد عدم نشر أسلحة نووية وقاذفات ثقيلة بصورة دائمة فيها. وقدم الرئيس فلاديمير بوتين هذا الأسبوع إلى مجلس الدوما مشروع قانون بشأن التصديق على اتفاق مع حكومة نظيره السوري بشار الأسد، لنشر مجموعة طائرات روسية في حميميم «لفترة غير محددة». ووقع هذا الاتفاق، الهادف إلى «تعزيز الجهود الرامية للتصدي للتهديدات الإرهابية»، في 26 أغسطس 2015 بدمشق، بحسب مشروع القانون المنشور على الموقع الإلكتروني لمجلس الدوما. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اعتزامها بدء تدريبات بحرية في الجزء الشرقي من البحر المتوسط في 15 الجاري، موضحة أن الطائرتين الحربيتين (سيربوخوف، وزيليوني دول)، المزودتين بصواريخ كاليبر الموجهة، ستشاركان في التدريبات، كما سيجري اختبار إطلاق صواريخ. ورغم دخول الهدنة المعلنة في حلب حيز التنفيذ، تواصلت المعارك الدامية في المدينة لليوم الثاني عشر على التوالي، إذ شهد حي الراموسة الاستراتيجي عمليات كر وفر، خسر فيها النظام العشرات، بينهم ضباط، وتكبد فيها فصيل جيش المجاهدين قائده العسكري يوسف زوعة. وبرز أمس استهداف حي الزبدية في حلب بغاز الكلور، ما أسفر عن مقتل 4 مدنيين اختناقاً، وإصابة أكثر من 55، في تطور اعتبره المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا، جريمة حرب، بينما حمّل وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت نظام الأسد المسؤولية، مندداً بشدة بكل الهجمات على المدنيين، وخصوصاً الكيماوية. وفي تطور أعقب إعادة العلاقات، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو موسكو إلى تنفيذ عمليات مشتركة ضد تنظيم داعش في سورية، لكنه اعتبر أنه من غير الممكن حدوث انتقال سياسي في هذا البلد مع وجود الأسد.