×
محافظة مكة المكرمة

معايدة الوفي تركي السديري

صورة الخبر

لم يكن منظمو سباق بر سار الشعبي على علم بأنّ السباق الذي كان برعاية محافظ الشمالية علي العصفور والذي أقيم في (21 مارس/ آذار 2015) قد يكون آخر فعالية تُنظَّم لهذا السباق رغم ما حققه من نجاح وحضور جماهيري استثنائي. فمنذ ذلك التاريخ لم يُنظم أي سباق بسبب أن ملاك الأرض قاموا بحفر حدودها فتوقف السباق إلى يومنا هذا، وحتى إشعار آخر. السباق الذي كانت بدايته في العام 1973 شهد مؤخراً طفرة على مستوى المشاركة وقيمة الجوائز والحضور الجماهيري فوصل عدد جمهوره في آخر فعالية لنحو أربعة آلاف شخص وبلغت قيمة أقل جائزة 150 ديناراً. هذا وحظيت فعاليات بر سار باهتمام العديد من وسائل الإعلام والمصورين، آخرها وبحسب عضو اللجنة المنظمة السيدهادي حبيب كان حضور قناة ناشونال جيوغرافيك أبو ظبي لتوثيق سباق الحمير.بعد 42 عاماً منذ انطلاقتها ورغم ما حققته من تطور ونجاحاتحفر الأرض يوقف «فعاليات بر سار الشعبية» حتى إشعار آخر سار- عبدالله حسن لم يكن منظمو سباق بر سار الشعبي على علم بأن السباق الذي كان برعاية محافظ الشمالية علي العصفور والذي أقيم في (21 مارس/ آذار 2015) قد يكون آخر فعالية تـُنظم لهذا السباق رغم ما حققه من نجاح وحضور جماهيري استثنائي. فمنذ ذلك التاريخ لم يـُنظم أي سباق بسبب أن ملاك الأرض قاموا بحفر حدودها فتوقف السباق إلى يومنا هذا، وحتى إشعار آخر. السباق الذي كانت بدايته في العام 1973 شهد مؤخراً طفرة على مستوى المشاركة وقيمة الجوائز والحضور الجماهيري فوصل عدد جمهوره في آخر فعالية حوالي أربعة آلاف شخص وبلغت قيمة أقل جائزة 150 ديناراً. هذا وحظيت فعاليات بر سار باهتمام العديد من وسائل الإعلام والمصورين، آخرها وبحسب عضو اللجنة المنظمة السيدهادي حبيب كان حضور قناة ناشونال جيوغرافيك أبو ظبي لتوثيق سباق الحمير. «الوسط» تحدثت مع أعضاء لجنة سباق بر سار الشعبي، فقال عضو اللجنة علي جواد عن سبب توقف السباق: «بعد الفعالية التي أقيمت تحت رعاية محافظ الشمالية علي العصفور تفاجأنا بأن مالك الأرض قام بحفر حدودها بحيث يتعذر إقامة السباق بشكل طبيعي. لا نعرف السبب بالتحديد، لكن مندوبين من قبل اللجنة تواصلوا مع أصحاب الأرض وأبلغوهم أنه قرار عائلي، وبدورنا لا نملك إلا احترام قرارهم وتقديم الشكر الجزيل لهم على السنوات التي سمحوا لنا فيها بإقامة الفعاليات على أرضهم دون مقابل». جواد أبدى تفاؤلاً بإمكانية عودة السباق من جديد، قائلاً: «نتمنى ذلك، إلا أن القرار الأول والأخير بيد ملاك الأرض. وقد جرت محاولات لاقناعهم بفتح المجال لنا من جديد على أن نلتزم بما يرونه مرض لهم ووعدونا بالنظر في الأمر. وعليه فإن فعاليات بر سار معلقة في الوقت الحالي حتى إشعار آخر». فعاليات بر سار انطلقت قبل 42 عاماً وتوقفت خلالها عشر سنوات بسبب شجار وقع بين متسابقين وثم عاد بعد تدخل بعض الشخصيات. المضمر جاسم الماجد وهو أحد معاصري انطلاقة فعاليات بر سار تحدث عن بداية انطلاقة سباقات بر سار وعن العشر سنوات التي توقف فيها، بالقول: «منطقة بر سار قبل أن ينتقل لها السباق لم يكن بها اسطبلات. فأبرز ملاك الخيل آنذاك يقطنون المنامة وضواحيها من أمثال فيصل سلوم وعبدعلي رجب وسيد جواد البحارنة وغيرهم، وعليه فمن الطبيعي أن تكون منطقة السباق قريبة من اسطبلاتهم. لذلك كان السباق بمنطقة العدلية وبالتحديد في موقع التحقيقات الجنائية الحالي قبل أن يلغى السباق هناك بسبب المد العمراني» وواصل: «بعدها لم يقع الخيار مباشرة على بر سار بل على منطقة كرانة وبالتحديد في منطقة المقبرة. لم يدم السباق طويلاً لأن أهالي المنطقة منعوهم بسبب وجود القبور. وهنا وقع الاختيار على منطقة بر سار وحينها لم يكن شارع الشيخ خليفة موجوداً وكنا ندخل لهذه المنطقة من دوار كريمي. ولسبب المساحة الشاسعة كان هناك مضمار سريع يمتد لمنطقة أبو قوة بالإضافة للمضمار الحالي إلا انه ألغي بعد مرور الشارع السريع عليه». مشيراً إلى أن هذا السباق بدأ قوياً وكان المشاركون يأتون من مناطق بعيدة وقريبة. من البديع والزلاق ومن المنامة وضواحيها. سباقات بر سار شهدت أحداثاً كثيرة ولكن أهما بحسب الماجد أنه: «يوجد حدثان لا يمكن إغفالهما وقعا في بر سار. الأول توقف السباق بأمر من إحدى الشخصيات الكبيرة في مجال سباقات الخيل، والثاني حادث أدى لوفاة أحد المارة. ففي عام 78 وقع شجار بين متسابقين في بر سار وتطورت المشكلة حتى استدعت تدخل هذه الشخصية. فأمر بإغلاق المنطقة بغرض وقف السباق. بعد عشر سنوات وبالتحديد في عام 87 شهد تحرك من قبل فوزي ناس وخالد فلامرزي لإعادة فتح السباق من جديد فتم ذلك وعادت السباقات» وعن حادثة الوفاة قال إن: «الحادث الثاني كان وفاة أحد المارة بعد دخوله للمضمار أثناء تسابق ثلاث خيول فاصطدم به أحدهم ونقل للمستشفى إلا أنه فارق الحياة لاحقاً. ولأن المنطقة كانت برية ولم تكن هناك شوارع سالكة تأخر نقله للمستشفى وربما هذا ما تسبب في وفاته. بعد الحادثة تم توقيف خمسة أشخاص إلا أنه تم الإفراج عنهم لاحقاً. واستمر السباق بعد هذه الحادثة ولم يتوقف». وبحسب أعضاء اللجنة فان السباقات توقفت أيضاً لمدة موسمين نتيجة تعاونهم مع الجهات الرسمية أثناء انتشار مرض رعام الخيل، وذلك للحد من انتشار المرض في العامين 2009 و 2010. مؤسسو سباق بر سار الشعبي هم من المخضرمين في مجال تربية الخيول. البعض منهم توفي والبعض الآخر مازال موجوداً في مضمار الخيول. لكن أغلبهم وبحسب عضو اللجنة يوسف علي ابتعدوا عن سباقات بر سار. فقال إنه:«كان هناك شخصيات وأسماء معروفة أسست وشاركت في سباقات بر سار، بعضهم مازال حياً والبعض الآخر انتقل لجوار ربه. وأبرز الأسماء عبدعلي رجب، غازي الحليبي، فيصل سلوم، حيدر رفيعي، علي ويوسف غلوم، حسين ومحمد قاسم، محمد غزوان وغيرهم... ولا يمكن أن نغفل عن مجيد البقلاوة الذي يشار له بالفضل في توفير الجوائز للمتسابقين عبر طلب الدعم من جهات عدة أبرزها وأكثرها دعماً للسباق كان السهم الذهبي للإلكترونيات وشركة سانيو وماجد الزياني». تشكل سباق بر سار الشعبي إثر اعتقاد مربي الخيول من الأهالي أنهم لن يستطيعوا المنافسة في سباقات نادي الفروسية وسباق الخيل. ذلك أتى بعد السماح بمشاركة الخيول المستوردة حسب ما جاء على لسان عضو اللجنة عيسى حسن. وأضاف: «كان السباق بنادي الفروسية محصوراً على الخيول المنتجة محلياً، وكانت المنافسة متكافئة لكن بعد السماح بمشاركة الخيول المستوردة أصبحت المنافسة مستحيلة، فاتجه الأهالي لتشكيل سباق خاص بهم تكون المنافسة فيه متكافئة. لكن بعد سنوات من المنافسة في سار استقوى الأهالي وبدأوا بالعودة من جديد لسباقات نادي الفروسية». وعلى هذه النقطة أضاف علي جواد: «هذه الفترة لم يكن بعد سباق الحمير موجوداً. وبعد عودة الأهالي لسباقات نادي الفروسية ضعفت سباقات بر سار فعقدنا اجتماعاً لبحث تقوية السباق من جديد وهنا تم اتخاذ قرار إشراك سباقات للحمير لإضافة شعبية أكثر على السباق». واستطرد جواد في حديثه على أن: «توقف سباقات بر سار له مردودات سلبية عديدة. فهذا السباق يعتبر أولاً مفرخة للفرسان ومكان لتدريبهم، والعديد من فرسان سباقات نادي الفروسية كانت هنا بداياتهم وحتى على مستوى المضمرين. أضف إلى ذلك أن مثل هذه الفعاليات تنشط عمليات البيع والشراء سواء للخيول أو لوازمها. ومنذ توقف السباق بات واضحاً تراجع الأسعار والإقبال عليها». لجنة سباقات بر سار الشعبي دخلت فيها خلال المواسم الأخيرة دماء شابة فساهمت في تطوير السباق من عدة نواحي. فرضي طوق وسيدهادي حبيب كانت لهما لمسات خاصة يتحدث عنها الأخير قائلاً إنه: «سعينا في المواسم الأخيرة أن نرفع قيمة الجوائز أولاً فوضعنا حداً أدنى لقيمة الجائزة ورأينا أن ما سيساعدنا على ذلك هو زيادة مستوى الحضور. وكان لنا ذلك بعد أن استقطبنا المصورين ومن ثم وسائل الإعلام وأنشأنا صفحة خاصة للسباق في الإنستغرام وصل عدد متابعيها لثمانية آلاف متابع. كما أقمنا العديد من المسابقات منها مسابقة للمصورين وللفرسان كل ذلك كي نستقطب جمهوراً أكثر إذ وصل عدد الحضور في آخر سباق إلى أربعة آلاف شخص. هذا العدد يسهل علينا التسويق والحصول على رعاة ومن ثم اشتراط حد أدنى للجوائز». سيدهادي حبيب هو من المواهب الشابة برع في التعليق على سباقات الخيل وله حضور مميز على مستوى سباق بر سار وحتى في سباق نادي الفروسية. كان حبيب حاضراً في آخر سباق ممسكاً بالمكرفون قبل أن يتم إبلاغه أن قناة ناشونال جيوغرافيك أبوظبي حاضرة وتود طرح بعض الأسئلة عليه: «اهتموا كثيراً بالسباق ولفتت انتباههم عدة نقاط كتفاعل وحماس الجمهور ومستوى الحضور وركزوا على سباق الحمير وسألوني عن أسعار الحمير بشكل عام وعن سعر الحمار «ولد المغرور» بشكل خاص مندهشين أنه وصل لثلاثة آلاف دينار بحريني. كما ركزوا أيضاً على صغار السن الذين يمتطون الحمير في السباقات».