< قليلة جداً هي المسلسلات التي حظيت بنسبة مشاهدة عالية، والأمر يعود إلى أسباب عدة، ليس من بينها رداءة أو جودة هذه المسلسلات. أي أن عوامل كثيرة أبرزها ما يحدث من خراب وتدمير في عواصم عربية، ألقى بظلاله على نفسية المشاهد، فانصرف عن المسلسلات الرمضانية إلى البرامج الإخبارية والحوارات، التي تستضيف شخصيات تسلط الضوء على حروب وصراعات. ومع ذلك فمسلسلات بعينها اجتذبت مشاهدين كثراً، منها مسلسل «حارة اليهود» الذي عرض على أكثر من فضائية، وهو يتناول قضايا اليهود المصريين قبل ثورة 22 تموز (يوليو) 1952 وبعدها، من خلال قصة حب تجمع بين ضابط مسلم ويهودية وكلاهما ينتمي إلى حارة واحدة وتأثير الأحداث على قصة الحب، التي استطاعت أن تستمر إلى آخر حلقة، شاغلة معها المشاهد بالأسئلة التي تتنامى حلقة تلو الأخرى، كيف يمكن أن يحب مسلم يهودية، كيف يتعايش المسلم واليهودي والمسيحي في حارة واحدة، في حين أن مثل هذا التعايش مستحيل في زمننا هذا. المسلسل الذي أدى دور البطولة فيه منى شلبي وإياد نصار، لم يمر مرور الكرام إذ امتدحته السفارة الإسرائيلية في البداية، لكن سرعان ما انتقدته بشدة، لما اعتبرته تشويهاً لصورة الإسرائيلي. أيضاً من المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان المبارك مسلسل «تشيللو»، بطولة تيم حسن ونادين نجم، ويدور حول رجل يحاول اختطاف امرأة من زوجها، إذ جذب هذا المسلسل المشاهد بالموسيقى والمشاهد الجميلة وأداء الممثلين الاحترافي. خليجياً كان لمسلسل «سيلفي» من بطولة ناصر القصبي ويوسف الجراح وحبيب الحبيب وقع كبير على المشاهدين، بما أثاره من مواضيع لها علاقة باللحظة الراهنة، سواء في ما يتعلق بالإرهاب أم بالمواضيع الاجتماعية ذات الطابع الإشكالي.