علمت "الوطن" من مصادر مطلعة أن مقاتلين فلسطينيين، تابعين لعددٍ من الفصائل، يقاتلون بجانب ثوار الجيش السوري الحر، بعد أن انخرطت جبهات فلسطينية أخرى في القتال بجانب قوات الأسد. واستشهدت المصادر، التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها، بمقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) التي يتزعمها محمود جبريل، التي اختارت مساندة نظام الأسد منذ مطلع الثورة، وهو ما أدى بفلسطينيي المخيمات الفلسطينية بسورية إلى مواجهة مقاتلي جبريل، الذي يوصف بأنه "صنيعة مخابرات نظام دمشق"، وأدى ذلك في نهاية الأمر إلى نشوب حربٍ ومواجهاتٍ بين الفصائل المُتضادة، كلٌ حسب توجهه السياسي، ومصالحه، ما بين تأييد النظام، أو مواجهته إلى جانب الثوار السوريين. وعللت المصادر اشتراك المقاتلين الفلسطينيين بجانب الثورة السورية بالقول "هؤلاء أمضوا عقوداً في سورية، وتعرضوا لاعتداءات من قبل مجموعات فلسطينية وضعت نفسها في خدمة نظام الأسد بعد أن صنعتها مخابراته، في خطوةٍ تسعى إلى محاولة زج فلسطينيي سورية في القتال الدائر جراء الأزمة السورية، ولم يجد البعض منهم مفراً من الدفاع عن أنفسهم، وعن ذويهم". وبدا واضحاً من كلمات الرئيس السوري بشار الأسد خلال حواره التلفزيوني الأخير، وجود مقاتلين ضد النظام من الفلسطينيين المقيمين بسورية، وهو ما قاده لمطالبة بعض الفصائل، وعلى رأسها حركة حماس، بسحب مقاتليها من سورية. وكانت مخيمات الفلسطينيين بسورية، كمخيم اليرموك الشهير، ومخيم فلسطين، شهدت أخيراً معارك ضارية، نتيجة اشتعال الخلافات بين قاطنيها، المؤيدين والمعارضين لنظام الأسد. إلى ذلك، استنجد نظام الأسد، بمن يصفهم بـ"الفارين"، في خطوةٍ تشير إلى حاجته للمقاتلين، بعد تحقيق الجيش الحر مكاسب على الأرض. وأصدر الأسد ليلة البارحة الأولى، مرسوما بالعفو عمن فروا من الخدمة العسكرية، شريطة تسليم أنفسهم خلال مدةٍ لا تتجاوز شهرا من إصدار المرسوم.