×
محافظة المنطقة الشرقية

بكم «بعتوا» الهزازي!!

صورة الخبر

بيروت: «الشرق الأوسط» مع اشتداد المعارك القتالية في المنطقة الشرقية من سوريا، وهي محافظات دير الزور والحسكة والرقة، بين كتائب «الجيش السوري الحر» وتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» و«جبهة النصرة» وقوات نظام بشار الأسد تتجه الأنظار نحو العشائر العربية الكبرى وإمكانية تصادمها مع المجموعات المتشددة على غرار ما حصل في العراق عبر ما سمي آنذاك بـ«جيش الصحوات». غير أن مصادر عشائرية معارضة ترى أن عددا من كبريات العشائر العربية يعيش حالة تخبط، وبعضها لم يحسم موقفه بعد لناحية مساندة طرف على حساب آخر. وفي حين ينخرط بعض أبنائها ضمن الكتائب الإسلامية المتشددة، يحرص آخرون على القتال إلى جانب «الجيش الحر» في حين بقي قسم ثالث على ولائه للنظام ويحارب داخل ما يسمى بـ«جيش الدفاع الوطني». المعارض دحام السطام، المتحدر من عشيرة الجبور، أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «العشائر العربية في منطقة الجزيرة وكذلك في بقية المناطق السورية لا يمكن أن تقبل بالقوى الإسلامية التي تحمل مشروعا متشددا يفرض على السوريين أفكارا غريبة عنهم»، منوها بـ«وسطية العشائر وابتعادها عن التطرف الديني والمذهبي». وأوضح السطام أن «وجود عدد من المغيبين بوعيهم عن معطيات الواقع في صفوف جبهة (النصرة) أو (دولة العراق والشام الإسلامية) لا يعني أن العشائر تنحاز إلى هذه القوى المتشددة»، لافتا إلى أن «منطقة الجزيرة (الواقعة بين نهري الفرات ودجلة)، حيث معقل القوى العشائرية، باتت حقلا خصبا لاجتذاب عناصر متطرفة بسبب التعقيدات السياسية التي وصل إليها الوضع السوري». وينفي السطام وجود «أي محاولات لتحويل العشائر إلى ما يشبه جيش (الصحوات) في العراق، مؤكدا أن (القوى العشائرية) تتواصل مع جميع الأطراف حتى المتشددة منها للوصول إلى نقاط مشتركة». ويتفق ميرال أمادوا، عضو لجان التنسيق المحلية في محافظة الحسكة، مع السطام حول استبعاد احتمال تحول العشائر في سوريا إلى جيش «صحوات» على غرار التجربة العراقية في الوقت الراهن، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التجربة العراقية كانت مدعومة من الأميركيين ولها أهداف محددة، في حين أن الوضع يختلف في سوريا لا سيما وأن القوى العشائرية غير موحدة وتتعدد ولاءاتها بين قوى مختلفة». ويوضح أمادوا أن «التوجهات السياسية والأيديولوجية تتعدد داخل العشيرة الواحدة، فبعضهم يتجه إلى القتال مع الكتائب الإسلامية وآخرون ينخرطون في صفوف الجيش الحر بينما ما زال البعض يؤيد نظام الأسد». يذكر أنه تنتشر في شرق سوريا أحلاف قبلية وعشائرية كبرى، أبرزها شمر، وينتسب إلى شمر التي تمتد بطونها وعشائرها من شمال العراق إلى شبه الجزيرة عبر سوريا والأردن، رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد عاصي الجربا والرئيس العراقي الانتقالي السايق غازي الياور. وتربط وجهاء شمر علاقة وثيقة مع القوى الكردية الموجودة في المنطقة، كما يميل معظم أبنائها إلى القوى المدنية باستثناء منطقة الجوادية التي باتت تعتبر معقلا لما يعرف بـ«جبهة النصرة». وتعتبر سوريا المنبع الرئيس لعشائر الجبور التي تعد من القبائل الكبرى فيها، إذ لا يقل عدد سكانها عن نصف مليون نسمة، يعيش معظمهم في منطقة الجزيرة، وتحديدا في محافظة الحسكة، وأطراف دير الزور والرقة، كما أن لهم وجودا في دمشق. وتتفرع الجبور إلى ثلاث عشائر يرأسها محمد الشيخ أحمد المسلط الملحم. ويشير ناشطون إلى أن «أبناء هذه القبيلة يميلون إلى الانخراط في صفوف القوى الإسلامية المتشددة». أما عشيرة البقارة (البكارة) التي يتوزع وجودها بين العراق وسوريا والأردن وتركيا، فيتراوح تعداد أبناء القبيلة ما بين 1.5 و2 مليون نسمة، وهي تنقسم إلى ثلاثين فرعا، لكل منها شيخ. وينقسم أبناء هذه العشيرة بين مناصرين للثورة منهم عضو مجلس الشعب الشيخ نواف البشير وجماعات أبقت على مصالحها مع النظام، في حين تشير تقارير إلى أن نسبة عالية من أبناء عشيرتي طي والمعامرة تشكل الدعامة الرئيسة لأنصار نظام الأسد في منطقة الجزيرة. هذا، وكان كل من النظام والمعارضة قد سعوا مع اندلاع الحراك الشعبي إلى كسب ود العشائر والتحالف معها. ففي حين قدمت السلطات الرسمية عبر وسطائها في مناطق الجزيرة إعانات وهبات مالية لبعض شيوخ القبائل ليضبطوا أبناء عشائرهم ويمنعونهم من الانخراط في الانتفاضة، أطلقت المعارضة السورية على أحد جمع التظاهر اسم «جمعة العشائر» وضمت إلى تشكيلاتها السياسية كثيرا من الوجوه العشائرية المعروفة. وبدأت الأصوات العشائرية بالظهور لمعارضة نظام الأسد بعدة كتل وتجمعات، فتم إنشاء «تحالف قبائل وعشائر الجمهورية العربية السورية» ليكون أول تجمع لشيوخ العشائر السورية. كما أعلن رموز عشائرية في سوريا عن تشكيل تكتل أحرار العشائر العربية لمواجهة النظام السوري، والتحضير لمرحلة ما بعد الأسد، والذي ضم 70 قبيلة تدعم الثورة السورية. إضافة إلى انبثاق «مجلس القبائل العربية السورية» عن المجلس الوطني السوري ليكون تكتلا سياسيا منظما ذا مشروع بنيوي مؤسساتي يضم أغلب أبناء القبائل العربية السورية.