فيما اتفقت واشنطن وموسكو على استخدام القوة ضد نظام الأسد بموجب الفصل السابع، إذا لم يلتزم بخطتهما لإزالة السلاح الكيماوي، صادق قائد أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، على ما نشرته "الوطن" عن تهريب نظام دمشق جزءا من ترسانته الكيماوية إلى العراق وحزب الله. وكان وزيرا خارجية روسيا وأميركا سيرجي لافروف وجون كيري اتفقا أمس في جنيف على خطة من 6 نقاط لإزالة الأسلحة الكيماوية، وتمهل دمشق أسبوعا لتقديم قائمة بهذه الأسلحة تمهيدا للتخلص منها بحلول أواسط 2014. كما تنص على إمكان صدور قرار دولي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يجيز اللجوء للقوة في حال لم تف دمشق بتعهداتها. أما إدريس فاعتبر في مؤتمر صحافي بإسطنبول أمس أن "المبادرة الروسية الأميركية لن تحل الأزمة، ونحن غير ملتزمين بها"، متعهدا بقتال الأسد حتى إسقاطه. وأعلن أن المعارضة لن تذهب إلى "جنيف 2"، قائلاً: لسنا عبيدا عند لافروف". صادقت قيادة أركان الجيش السوري الحر أمس، على معلومات "الوطن" حول لجوء نظام دمشق، إلى تمرير جزءٍ من ترسانته الكيماوية إلى حلفاء له بالمنطقة، هما العراق، وحزب الله اللبناني. وقال قائد أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، إن قيادة الأركان لديها معلومات موثوقة، تفيد بنقل نظام بشار الأسد، كميات من ترسانته الكيماوية، للعراق، وحزب الله، وهو ما كشفت عنه "الوطن" قبل أيام على لسان المنسق السياسي والإعلامي لقيادة أركان الجيش السوري الحر، لؤي المقداد. واعتبر إدريس الذي تحدث في مؤتمرٍ صحفي من إسطنبول "المبادرة الروسية الأميركية لن تحل الأزمة، نحن غير ملتزمين بها"، في إشارةٍ لإجماع المعارضة على أن الأزمة ليست مُختزلةً في السلاح الكيماوي، بل في استخدامه، إضافة إلى وجود الأسد على رأس الحكم. وكانت المعارضة السورية، أكدت لـ"الوطن" أمس الأول، رفضها القاطع للجلوس إلى طاولة مفاوضات "جنيف 2"، دون إبعاد الأسد عن العملية السياسية بسورية، إضافة إلى محاسبته، وهو ما أكد عليه إدريس في حديثه، حين قال "لا بد من محاسبة المجرم، كيف يمكن أن يتم التساهل مع قاتل إذا قام بتسليم سلاحه، لن نذهب إلى جنيف 2، نحن لسنا عبيداً لدى لافروف"، مُتعهداً في الوقت عينه، بمواصلة قتال الأسد حتى إسقاطه من سُدة حكم سورية". وطالب قائد أركان الجيش الحر، بما وصفه بـ"جرّ" الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية، قبل التفكير في الترسانة الكيماوية، كل ما يهم المجتمع الدولي هو السيطرة على أسلحة المجرم، الذي تنازل عن كل شيء لتخوفه من الضربات، الأسد لا يهمه أي شيء، الذي يهمه هو فقط أن يبقى في السلطة، في المبادرة الروسية، كل السوريين لا وزن لهم". ووجه إدريس نصيحةً للبيت الأبيض، بأن لا يُخدع بالمبادرة الروسية، لأنها طبقاً لرأيه محاولةً لكسب الوقت من قبل نظام الأسد، فيما قال "وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن خيار الضربة العسكرية لا يزال مطروحاً على الطاولة". وكانت روسيا والولايات المتحدة اتفقتا أمس في جنيف على خطة لإزالة الأسلحة الكيميائية السورية تمهل دمشق أسبوعا لتقديم قائمة بهذه الأسلحة تمهيدا للتخلص منها بحلول أواسط 2014، كما تنص على إمكان صدور قرار دولي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يجيز اللجوء للقوة في حال لم تف دمشق بتعهداتها. ويعبر هذا الاتفاق المؤلف من ست نقاط، والذي تم التوصل إليه إثر ثلاثة أيام من المحادثات المكثفة بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا، جون كيري وسيرجي لافروف، عن تقدم حقيقي في مشهد الأزمة السورية. وقال كيري في المؤتمر الصحفي الختامي إلى جانب نظيره الروسي "إن الولايات المتحدة وروسيا التزمتا العمل على تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية في أسرع وقت ممكن. على سورية تقديم خلال أسبوع قائمة كاملة" بأسلحتها الكيميائية. وأوضح أن "المفتشين ينبغي أن يكونوا على الأرض في مهلة أقصاها نوفمبر. والهدف هو التثبت من إزالة الأسلحة الكيميائية بحلول منتصف العام المقبل". كما اتفق كيري ولافروف على عقد اجتماع جديد في نيويورك "بحدود 28 سبتمبر" على هامش الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، لتحديد موعد لمؤتمر دولي للسلام في سورية. وعلى هامش المفاوضات أعلن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة تقدر بـ45 عدد المواقع المرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية في سورية وهي متوافقة مع روسيا على تقدير المخزون بألف طن. وفيما أشاد الرئيس باراك أوباما أمس بالاتفاق، حذر من أن الولايات المتحدة ستظل جاهزة للتحرك إذا باءت الجهود الدبلوماسية بالفشل. إلى ذلك اختار الائتلاف الوطني للمعارضة السورية أمس الإسلامي المعتدل أحمد طعمة رئيسا للحكومة الموقتة، وفق ما أفاد الائتلاف. وبذلك، يخلف طعمة الذي أيده 75 من أعضاء الائتلاف الـ 97 خلال اجتماع في إسطنبول، غسان هيتو الذي كان استقال في يوليو الماضي دون أن يتمكن من تأليف حكومة موقتة تكلف بإدارة المناطق السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد. ويأمل الائتلاف أن يعزز انتخاب طعمة (48 عاما) مصداقية المعارضة، وهو سجين سياسي سابق من محافظة دير الزور بشرق سورية.