في معرض الشارقة للكتاب لا يمكنك إلا أن تفرح. 1500 دار نشر من مختلف أنحاء المنطقة. دور نشر للطفل والقانون وعلوم الطبيعة والطب. وأخرى تعنى بالأدب والشعر والتراث. تمر على أطايب الكتب وأنواعها وأصنافها. مجلات تاريخية متوفرة بجميع أعدادها، مثل مجلة الرسالة، والجامعة. طبعات جديدة لكتب تراثية، وكتب شبابية يقبل عليها الجيل الصاعد. وبينما الباحث العراقي، الدكتور رشيد الخيون، يتجول في المعرض هتف: «هذا هو الخليج لماذا ينتقص بعض العرب منه؟»، فهو لا يفهم إصرار البعض على نعت الخليجيين بـ«البداوة» على صعيد التقليل من قيمتهم، أو وصفهم بالتخلف. وأقول إننا نفتخر ببداوتنا، لكن هذا لا يعني بعدنا عن التحضر، أو أننا متخلفون. إذا دخلت إلى دور النشر الخليجية بمختلف تنوعها وتعددها تعثر على جيل يتراوح عمره بين الـ17 إلى الـ30 يبحثون عن كتب في التاريخ والأدب والشعر والرواية، يلتهمون الكتب التهاما. وإذا دخلت على هاشتاق #معرض_الشارقة_الدولي_للكتاب ترى العجب، إذ تلمس قوارض للكتب بشكلٍ مبهج، من تداول لأسماء الروايات وأرقام دور النشر، إلى أحاديث عن الندوات التي تقام. وقد شاركت في ندوة حول التواصل الاجتماعي، كان الحضور الشبابي فيها طاغيا. كما أحيا بعض الأدباء السعوديين ندوات، مثل ندوة حول الجوائز الأدبية شارك بها روائي سعودي مهم هو محمد حسن علوان. إضافة إلى المجالات الثقافية الأخرى، إذ ضم المعرض ندوات للطفل، عكست حضور الأطفال في المعرض. بشكلٍ ملفت هذه المرة. رأيت امرأة معها طفلها قالت إنها لبت خياراته في الشراء بمبلغٍ تجاوز الألف درهم وهذا أمر رائع. مررنا بمراحل كنا خلالها متشائمين من الحالة الثقافية، والبعض حتى الآن لا يؤمن بظاهرة الشراء. والغريب أن لا يصدق أحدهم أعداد بعض الكتب التي تطبع بعشرات الآلاف، كما هو النجاح الذي تحقق في أكثر من عملٍ خلال السنتين الماضيتين. الشراء مؤشر على القراءة، أكثر مما هو مؤشر على الاستهلاك. الكتب ليست مواد للاستهلاك، بل هي استثمار دائم، وهو من خير ما ينفق عليه المال. ويمكن للكتاب أن يدور ويعار ويستخدمه أكثر من شخص وفي أكثر من زمن. نعما هو الخليج حين يصنع ثقافته ويشكلها ويرسم طريقا نحو المعارف والكتب.