قامت رؤية الملك عبدالله يحفظه الله لنشر ثقافة الحوار بين أطياف المُجتمع على أساس أن تكون جزءاً من ثقافة المجتمع ووسيلة للتقريب بين وجهات النظر المُتباينة وأداة لتجاوز الكثير من الاحتقان الذي هو مُخرَج لأحادية التفكير التي كان مُجتمعنا يتنفسها صباح مساء ، ومع وضع أليِّات تنفيذ هذه الرؤية مثلها مثل أي مشروع في بداياته جانبها الصواب والخطأ ، ولكن أن ينقلب الحوار إلى روتين يجتمع المتحاورون لممارسته في صالة مُغلقة يُحدد لهم زمنٌ لا يكفي لطرح الفكرة في إطارها الكامل ، ناهيكم عن التمتع بالتغذية الراجعة من طرحها أو مناقشة فكرة أخرى لدى المتحاورين يرغبون في إبدأ وجهات نظرهم حيالها ، بينما في حقيقة الأمر لا يُمكن أن تُوصف إلا كمنصات للإلقاء يتداول عليها المتحاورون وكأنهم أما لجنة تحكيم تُقيِّمهم على حُسن إلقائهم والتزامهم بالوقت المُحدد. ما سبق ليس ضرباً من الخيال وقفزاً على الحقائق بقدر ما هو واقع نتعاطاه في جلسات مركز الحوار الوطني التي يُقيمها على خارطة وطننا الغالي ، فمن مشاركة يتيمة في إحدى جلساته تبيِّن لي أن ثمة خللاً في إدارة الجلسات الحوارية التي أقل ما يُمْكِنُ أن يُقال عنها أي شيء إلا أن تكون حواراً يُثري المُتحاورن فيه الرؤى المطروحة بعلمهم وخبرتهم ، أقول هذا بعد خبرة عقد من الزمان لهذا المركز والذي من المُفترض أن يكون قد اكتسب خبرة تراكمية نقلته من الروتينية إلي الاحترافية . أما المنعطف الأخطر في سلسلة اللقاءات الحوارية فهو النخبوية التي تعكس مُعضلة الوصاية على بقية شرائح المجتمع ، وكأن هذه الفئة هي المعنية بتأطير أليِّات الحوار الوطني وليس للبقية سوى الإذعان لهذا الأمر ؛ لذا كنت اتمنى ألا تسير إدارة المركز في هذا الاتجاه كي تُرسخ في الذهنية الجمعية أن قبول الآخر مهما كان هو هدف استراتيجي تسعى لتحقيقه ، وليس شعاراً يُنادى به افتراضياً وواقعاً غير موجود . د . محمد الثبيتي [emailprotected] رابط الخبر بصحيفة الوئام: الحوار .. ليس حواراً ؟!!