×
محافظة حائل

عام / صحة حائل تطلق حملة للتبرع بالدم بمستشفياتها المركزية

صورة الخبر

منذ اندلاع ما يعرف بالربيع العربي وهناك ملامح جديدة تتشكل لمنطقة الشرق الأوسط سياسيا وجغرافيا وهذا ما كانت ولا تزال تسعى إليه الإدارة الأمريكية من أجل مصالحها القومية في المنطقة. فقد صرحت وزير الخارجية الأمريكية السابقة في عهد الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج دبليو بوش، كندوليزا رايس في جلسة تنصبها بمجلس الشيوخ أنها تهدف إلى تغير حلفاء أمريكا في المنطقة من خلال الثورة الخلاقة وقد بدأت أولى خطوات إثارة الثورات في دول عربية تتسم أنظمتها الحاكمة بالدكتاتورية والاستبداد حتى تكون مقبولة للشعوب العربية التي صفقت طربا وفرحا بهذه الثورات كما استغلت هذه الثورات حزب جماعة الإخوان المفلسين لكي تتسلق على أجساد هذه الشعوب المغيبة لتصل إلى مراكز السلطة فتحولت هذه الثورات إلى حروب أهلية طاحنة فانقلب الربيع العربي إلى خريف تتساقط فيه جثث الضحايا كأوراق الشجر. وبعد مرور سنوات على بداية اندلاع هذه الثورات ظهر علينا تنظيم إرهابي جديد في غفلة من الزمن ليحتل مساحات جغرافية شاسعة من الأراضي السورية والعراقية ليعلن إنشاء دولته المزعومة والمسماة بالدولة الإسلامية وتنصب شخص مجهول تطلق عليه اسم ( أبو بكر البغدادي ) رئيسا لها وخليفة للمسلمين. شخص مجهول يكون جيش ضخم مزود بأحدث الأسلحة قادر على التخطيط العسكري ويحتل اراضي شاسعة في سوريا والعراق في أيام معدودات دون مقاومة تذكر كيف يحدث ذلك؟ خاصة وأن هذه الدول تمتلك جيوش مدربة ولديها أجهزة استخبارات قوية حتى الذباب لا يجتاز الحدود إلا ولديهم علم به بل وايضا مدعومين من دول عظمى وقوية فالعراق مدعوم من أمريكا وسوريا مدعومة من روسيا وإيران فهل يعقل ذلك؟! وإذا رجعنا إلى مشاهدة الأحداث التي جرت ولا تزال تجري في منطقة الشرق الأوسط وربطناها بالتصاريح والدراسات الأمريكية التي نشرت حول هذه الأحداث لوجدنا أن ما يجري في منطقة الشرق ألأوسط ما هي إلا لعبة كبرى لتغير الخارطة الجغرافية والسياسية في المنطقة بعد أن أصبحت اتفاقية سايكس بيكون قديمة لا تخدم مصالح العم سام. فها هو المدير السابق لجهاز الاستخبارات الأمريكية ووكالة الأمن القومي الأمريكي مايكل هايدن يصرح بقوله " إن العالم بات أكثر تعقيدا، وعلينا أن نرى الحقيقة، لم يعد العراق موجودا كدولة ولا سوريا، وأما لبنان فقد هزم تقريبا، فيما يبدو أن ليبيا قد هزمت كذلك" مضيفاً " أن اتفاقية سايكس بيكون التي وضعت هذه الدول على الخريطة بمبادرة أوروبية في عام 1916 لم تعكس أبدأ الحقائق على الميدان، والآن بدأت هذه الحقائق تتكشف وبطريقة عنيفة جدا، ولكني اعتقد أن أي سياسة تهدف إلى بعث هذه الدول من جديد لن تنجح". كما أشار أيضاً إلى " أن العراق كان مقسما في عهد الدولة العثمانية إلى ثلاث ولايات إدارية كردية وسنية وشيعية هي ولاية الموصل وبغداد والبصرة، وما كنا نسميه العراق لم يعد له وجود، لذلك تبدو هذه الحقائق مهمة للغاية" والمتأمل لهذا الكلام يجد أن الإدارة الأمريكية تعتزم تقسيم العراق إلى ثلاث دوليات وإن إنها وراء ما يحدث من الثورات ولهذا أنشأت داعش بالتعاون مع إيران لتحقيق هذا الهدف من خلال استمرار الحروب وعدم الاستقرار في المنطقة حتى تتمكن من تحقيق هدفها. والدليل على ذلك أن داعش التي تزعم أنها تحارب الكفار وتعمل على إنشاء الدولة الإسلامية وتعتبر المعتقد الديني للدولة الإيرانية معتقد باطل وتعمل على تفجير وقتل العرب المنتمين لهذه العقيدة في العراق والسعودية والكويت لم نراها تقوم بأي عمل إرهابي في إيران أو إسرائيل رغم أنها بالقرب من حدودها، كما إننا لم نشاهد أي ردة فعل سلبية أمريكية أو إسرائيلية اتجاه إيران منذ اندلاع ثورة الخميني وحتى اليوم بل نسمع تصريجات نارية فقط في الوقت الذي كانت هناك علاقات سرية بين إيران وأمريكا وإسرائيل تمثلت في فضيحة إيران جيت، وكذلك في الحرب الأمريكية على افغانستان والعراق حيث سهلت إيران للقوات الأمريكية الدخول إلى أفغانستان مقابل تسليم أمريكا العراق لطهران على طبق من ذهب. كما أن ما يحدث حليا في حروب في المنطقة اكتوت بنارها الدول العربية لم نجد إيران تكتوي بهذه الحروب بل على العكس ساعدتها هذه الحروب للحصول على موافقة أمريكية مبدئية على الاستمرار في نشاطها النووي. في الوقت الذي لازالت فيه طهران تصول وتجول في العراق الذي أصبح فعليا ولاية تابعة لحكومة طهران خاصة البصرة، ولا تزال تدعم النظام السوري بالرجال والسلاح وتدعم الحوثين كذلك في اليمن. وتحاول البعث بأمن الأردن الذي استطاعت حكومته احباط مخطط إرهابي إيراني كان سينفذه شخص عراقي ينتمي لفيلق القدس. فهل عرفنا الآن كيف ظهرت داعش ومن يدعمها وما الهدف من وجودها؟! • يلمح مدير الاستخبارات ورئيس وكالة الأمن القومي الأمريكي السابق مايكل هايدن وكأنه يهدد بأن الحرب في منطقة الشرق الأوسط ضد داعش ستستمر ما بين 20 إلى 30 سنة ، ونحن نقول ولما لا تستمر الحرب لتنظيم يعتبر مطية تمتطيها طهران وتعلفها أمريكا من أجل تحقيق مصالح مشتركة تتمثل في إعادة تقسيم المنطقة؟! اسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم ويحفظنا من شرور فكرهم وإرهابهم حمد سالم المري @AL_sahafi1