بعد أن قرر منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بمصر، وقف استيراد فوانيس رمضان من كافة دول العالم، والاعتماد على الصناعة المحلية، انتعش السوق المحلي لصناعة فوانيس رمضان بعد معاناة دامت أكثر من خمسة وعشرين عاماً عندما نافست الفوانيس الصيني المنتج المصري من خلال فوانيس بلاستيكية بأشكال وأنواع متعددة، وكان القرار أضفى على سوق الفوانيس رواجاً وتنوعاً لأشكال الفوانيس، التي ابتكر مصنعوها في مناطق تحت الربع بالقاهرة الفاطمية، والتي تمددت مصانعهم في أماكن أخرى مثل مدينة السادات والعاشر من رمضان، وغيرها في محافظات مصر، وقد تنوعت الأشكال الجديدة لها منها ما هو خشبي محفور عليه بأشكال عربية زمنها ما هو معدني، ومنها ما هو معدني ممزوج بالزجاج المعشق، تراوح ثمن الفانوس الصغير الذي يحمله الأطفال ما بين خمسة جنيهات إلى خمسة عشر جنيهاً على عدة أشكال ضمنها: الفانوس والنجمة والقنديل وغيرها من تلك الأشكال، كما اتخذ أصحاب المقاهي والمطاعم والمناطق السياحية والأثرية أشكالاً كبيرة من تلك الفوانيس؛ لتعليقها على بوابات متاجرهم ومطاعمهم ومقاهيهم كتعبير بالمشاركة في فاعليات رمضان؛ حيث ينيرونها عقب الإفطار حتى اليوم التالي، وقد تراوحت أسعار تلك الفوانيس الكبيرة ما بين خمسمائة جنيه إلى أربعة آلاف جنيه للفانوس الواحد؛ حيث يحتفظ به أصحاب هذه المشروعات عقب انتهاء رمضان؛ لعرضه في الموسم القادم إذا احتفظ برونقه، يذكر أن فانوس رمضان أحد المظاهر الشّعبيّة الأصلية في مصر. وهو أيضاً واحد من الفنون الفلكلورية الّتي نالت اهتمام الفنّانين والدّارسين، حتّى أن البعض قام بدراسة أكاديميّة لظهوره وتطوره وارتباطه بشهر الصّوم، ثمّ تحويله إلى قطعة جميلة من الدّيكور العربي في الكثير من البيوت المصريّة الحديثة. أول من عرف فانوس رمضان هم المصريون. وذلك يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادماً من المغرب. وكان ذلك في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية. وخرج المصريون في موكب كبير اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة؛ للترحيب بالمعز الذي وصل ليلاً. وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه. وهكذا بقيت الفوانيس تضيء الشوارع حتى آخر شهر رمضان. لتصبح عادة يلتزم بها كل سنة. ويتحول الفانوس رمزاً للفرحة وتقليداً محبباً في شهر رمضان. استخدم الفانوس في صدر الإسلام في الإضاءة ليلاً؛ للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب.