لإبراء الذمة ورفع الحرج على مسؤولي وزارة النقل ممن لهم علاقة مباشرة بطريق (الطائف ليّه) أن يستفتوا علماء الشريعة حول كفّارة التسبب في قتل المسلم وشبهة وقوعها عليهم بسبب ما يشهده الطريق من وفيات مفزعة تُحتّم عليهم أن يحتاطوا كي لا يتحملوا إثم إزهاق الروح المسلمة. فمجالس المجتمع الطائفي لا يدور فيها هذه الأيام إلا عبارات اللوم والتحسب على المسؤول الذي تسبب في إزهاق الأرواح البريئة بصمته المقصود أو غير المقصود عن حوادث هذا الطريق وأسباب هذه الحوادث ولماذا هذا الصمت دون فتح ملفات التحقيق في تلك الأسباب وإجراء الدراسات لمعرفة الأخطاء الهندسية التي ساهمت في وقوع الكوارث. طريق «الطائف ليّة» لا يتجاوز طوله خمسة كيلو مترات وهو جزء من طريق الطائف الباحة، لكنه تسببت في بث الذعر والحزن في نفوس أهالي الطائف وزوارها بسبب ما شهده من إزهاق لأرواح العشرات من عابري الطريق خلال الأعوام الخمسة الماضية. تلك «الوصلة» التي تُعرف باسم «اليسرى» وتربط بين نقطة تفتيش أمن الطرق ومفترق طرق ثمالة والزوران شهدت حوادث أليمة راح ضحيتها أُسر وعائلات لاتزال قصصهم الحزينة في ذاكرة سكان الطائف، آخرها حادث الأحد الماضي الأليم الذي قضى على ثمانية من أبناء المحافظة في موقع شهد أكثر من خمسة حوادث مماثلة، والغريب أن ذلك لم يحرّك ساكناً لدى وزارة النقل وإدارة المرور لبحث ودراسة ومعالجة الخلل الهندسي، فجميع الحوادث سببها خروج السيارة عن مسارها إلى الاتجاه المعاكس لعدم وجود مصدات بين المسارين ووجود منحنيات التي غالباً ما تؤدي إلى فقد السيطرة على السيارة.