×
محافظة المنطقة الشرقية

فعاليات ثقافية وبطولة رمضانية في نادي الملك فهد الموسمي

صورة الخبر

وصلتني رسالة عبر الإيميل بعنوان: (مخيم التنحيف الصيفي بدبي) تتحدث عن برنامج خاص بالأطفال من الجنسين من عمر 11 إلى 17 سنة. أذهلتني الفكرة ولم أتفاجأ كون كل ما هو مبتكر وفريد يصدر عن دبي، فهي مدينة الأفكار التي قد تعيش مدن أخرى مئات السنين ولا تعطيها مساحاتها العقلية الوصول لها. هذا البرنامج بنظري هو امتداد للفكر الإماراتي المبتكر، حيث يُقام هذا المخيم طوال فترة الإجازة الصيفية ومدة كل برنامج هي ثلاثة أسابيع، يتعلم خلالها الأطفال العادات الغذائية الصحيحة مع متخصصين في التغذية والرياضة، وتدريب الأطفال على الممارسات الصحية وضبط النفس والالتزام بالحمية الغذائية. أعجبني أيضًا أن هذا المعسكر يضم برامج ترفيهية وأنشطة ومسابقات ورحلات وضعت بطريقة مدروسة لتواكب برنامج الحمية الغذائية التي يضعها الاختصاصيون لكل طفل بما يتناسب واحتياجاته. لو نظرنا إلى مدة البرنامج وهي ثلاثة أسابيع قد نعتقد أنها غير كافية لخسارة الوزن المطلوب، إنما لو نظرنا من ناحية أخرى إلى أن خسارة الوزن ثم الحفاظ على وزن معين هو عبارة عن عادات غذائية وصحية وحياتية نحتاجها طوال حياتنا وليس في أيام محدودة، لكن كيف نصل إلى الفكرة نفسها لتكون نمط حياتي لنا، هو ما نحتاج إلى أن نتدرب عليه ونفهمه ونعيه جيدًا لحياة بلا أمراض. الطفل أو المراهق يعكس العادات الغذائية والصحية للكبار في أسرته، ونحن -بشكل عام- نفتقد إلى أساسيات الحياة الصحية، أو أننا لا نمارس هذه العادات ولا نتناول أغذية صحية ثم نطلب من الصغار تناولها، وهذا يتكرر كثيرًا. أضف إلى ذلك، الفكرة المخيفة من الحمية الغذائية للصغار، وما نسمعه من آثار سلبية لهذه الحمية في مراحل النمو، وهذا الأمر قد يكون صحيحًا ولا أستطيع الإسهاب به لأنه ليس في مجال تخصصي، إنما أستطيع القول كأم وربة بيت من واقع تجربة ومشاهدة أن الطفل السمين إذا وصل إلى مرحلة المراهقة وهو على ذات الوزن وتعداها فسيظل طيلة حياته بدينًا، بينما لو تم تحصين نظامه الغذائي والصحي بنظام دائم ومستمر يساعده على خسارة وزنه فإنه سيشب على وزن جيد أو على الأقل معقول. مشكلتنا في هذا المجتمع وخصوصًا لدى الرجال هو عدم الاهتمام بالوزن، واعتباره أحد مظاهر التزيّن الخاصة بالنساء، لذا يكثر في مجتمعنا رؤية رجال بكروش مرتفعة -بعضهم- يراها وجاهة، في حين أنها تشويه مقرف للرسم الجسدي الذي منحنا إياه رب العالمين، كما أنه علامة واضحة على سوء صحة هذا الرجل، والمشكلة الأكبر أن أطفاله سيكتسبون عاداته الغذائية، ولا أستثني الأمهات من هذا الأمر. البدانة مرض، البدانة داء مستفحل في مجتمع نظامه الغذائي قائم على الدسم الكامل، وممارسة الرياضة نادرة وقليلة بين الرجال، أما عند النساء فما زلنا بين تعليقها على حبال الحلال والحرام. من هنا لفتت نظري فكرة المعسكر الصيفي لتنحيف الأطفال وأتمنى تعميم هذه الفكرة بحيث تكون في كل بيت يعلم أساسياتها ويمارسها الكبار والصغار.. مع تمنياتي لي ولكم بحياة صحية خالية من البدانة.