الزواج الناجح يعلن عن نفسه.. هكذا يقول خبراء الزواج الذين يؤكدون أن الزواج عملية مستمرة من النمو والتكيف والتغير الذي يعلن انتهاء مرحلة والبدء في مرحلة جديدة من مراحل نضج ونجاح الزواج. كما يؤكد خبراء الزواج أن الزيجات لا تتشابه وكل زيجة تختلف عن الزيجة الأخرى، ومع ذلك فإن هناك بعض الخصائص التي من الضروري أن يتصف بها الأزواج حتى تصبح العلاقة الزوجية صحية وناجحة، من هذه الخصائص الإيثار وعدم الأنانية وبذل الجهد في إسعاد شريك الحياة الزوجية. أيضاً يجب أن يتصف شريك الحياة الزوجية الناجحة بالتفكير الحر، وأن يكون صاحب رأي ومبادئ وقيم وأهداف يسير على هواها. من الصفات التي يجب أن يتحلى بها الزوج أو الزوجة حتى تظلل السعادة الحياة الزوجية أن يجيد التحدث والتواصل مع نصفه الآخر، الأمر الذي يمكنه من مشاركته أفكاره ومشاعره دون أي استغلال لهذه المشاركة الشعورية والفكرية في الضغط على الطرف الآخر، كما يجب على الزوج والزوجة أن يكونا على دراية تامة بقواعد المجاملة وبكيفية استخدامها في الوقت المناسب والصحيح، وأن يعرف كيف يقدر شريكه في الحياة الزوجية ويثنى عليه بما يستحقه من ثناء ربما يريد أن يسمعه الطرف الآخر حتى يحدث التواصل الإيجابي بين الزوجين. إن النظرة الإيجابية المتفائلة للحياة بوجه عام تشجع على تهيئة الظروف الملائمة لنجاح العلاقة الزوجية، ومن ثم يتعين على كل من الزوج والزوجة أن يمتلكا هذه النظرة الإيجابية المتفائلة للحياة التي توفر لهما الدعم الذي يمكنهما من مواجهة أي عقوبة تعترض طريق حياتهما. كما يجب أن يمتلك الزوجان القدرة على التفاعل الإيجابي والصحي مع مَن حولهما بما يتضمن القدرة على إظهار التعاطف مع الآخرين ومع مشاعرهم التي ربما تكون مختلفة عن مشاعرهما. إن الزواج الناجح القادر على تجاوز الأزمات يتضح جلياً في اشتراك الزوجين في صفة المرونة التي تسهل عليهما اجتياز كل مرحلة من مراحل العمر بكل ما تتصف به المرحلة من نمو وتغير ونضج، مع ضرورة أن يتقبل الزوجان كل مرحلة من مراحلهما العمرية وأن يظهرا سعادتهما بها. من المهم كذلك أن يكون لدى الزوجين نفس الأفكار والآراء ذات الصلة بالحياة الجنسية الصحية، لأن وجود اختلافات في هذا المجال قد يتسبب في فشل الزواج.. وإذا كانت العلاقة الزوجية لا تظل على حالها وإنما تنمو وتتغير باستمرار فإن ضمان صحة هذه العلاقة يتطلب من الزوجين بذل المزيد من الجهد ومحاولة تعرف كل منهما على احتياجات الآخر وتلبيتها.