يتفق الجميع أن مستوى المحترفين الأجانب في مسابقات السلة في تراجع كبير خلال السنوات الأخيرة، في السابق كان المحترف الأجنبي يضيف الكثير إلى دورينا من ناحية المتعة والاثارة والعروض الاستعراضية إلى جانب المساهمة الفاعلة في تحقيق النتائج الايجابية والتأثير عليها بقوة، أما في المواسم الأخيرة فلم نجد المحترفين من هذا النمط إنما وجدنا لاعبين أقل ما يقال عنهم إنهم عاديون جدًا ومستوياتهم قريبة من مستوى اللاعب البحريني إن لم تكن أقل، ولذلك أردنا تسليط الضوء على هذا الموضوع على أمل إيجاد الحلول المناسبة وتوعية الأندية بضرورة انتقاء الأفضل مستقبلاً. المحترف العادي تسمح لوائح اتحاد السلة البحريني بمشاركة محترف أجنبي واحد مع كل فريق، وتحدد فترة زمنية طويلة لانتهاء موعد تسجيل اللاعبين الأجانب تكون عادة من انطلاق الدوري إلى قبل انطلاق الدورة السداسية، وخلال هذه المدة الطويل نجد أن معظم الأندية تقوم باستبدال المحترف الأجانب أكثر من مرة وتهدر أموال كبيرة ولكن من دون جدوى، في المقابل نجد أندية قليلة تستقر على محترفيها طوال الموسم، ونجد أندية أخرى تستفيد ايجابيًا من التبديل، ولكن تبقى الصورة العامة بأن المحترفين الأجانب في الدوري البحريني مستوياتهم متوسطة جدًا وأقل من مستوى الطموح وبالتالي من يتحمل المسؤولية وما هي الأسباب؟ المسؤولية مشتركة بحسب وجهة نظري فإن هبوط مستوى المحترفين الأجانب الذين يأتون إلى دورينا تكون فيه المسؤولية مشتركة بين الأندية واتحاد السلة، فالأندية هي التي تقوم بالتفاوض والاختيار والتعاقد مع اللاعبين الأجانب في حين أن اتحاد السلة يقف موقف المتفرج ولا يتدخل من أجل الحد من هذه الظاهرة عبر وضع قوانين معينة، حيث بإمكان اتحاد السلة ومن أجل تحقيق الجودة المطلوبة في العمل أن يضع فترة زمنية محددة لتسجيل اللاعبين الأجانب وأن يضع عددا معينا مسموحا به لكل نادٍ بتسجيل المحترفين وعلى سبيل المثال ثلاثة لاعبين فقط طوال الموسم، وبهذه الطريقة فإن الأندية ستكون حذرة وأكثر جدية في تعاقداتها ومن جهة أخرى تكون مرتبطة بفترة زمنية محددة. الأسباب متنوعة وحين نتكلم عن الأسباب في تراجع مستويات اللاعبين الأجانب في مسابقاتنا المحلية بإمكاننا القول إن سوء الاختيار من قبل الأندية هو السبب الرئيسي في ذلك، وهذا ناتج عن قلة الخبرة وعدم اللجوء إلى أصحاب الاختصاص في هذا المجال من وكلاء أعمال اللاعبين (السماسرة)، يضاف إلى ذلك تقيد الأندية بميزانية محددة للتعاقد مع المحترف، وبالتالي تبحث عن لاعبين بمستوى امكانياتها المادية، ومن المفارقات العجيبة أننا نجد محترفين يقدمون مستويات مميزة مع فرق غير منافسة رغم أسعارهم منخفضة، في حين أننا نجد أن محترفين يستلمون رواتب عالية ويلعبون مع فرق منافسة لكنهم يقدمون مستويات أقل من عادية، ولو نظرنا إلى منافسات المربع الذهبي من بطولة الدوري ومحترفي الفرق الأربعة وهي المنامة والمحرق والأهلي والحالة نجد أن محترف المحرق الباهامي كاديم كولبي هو الوحيد بينهم الذي قدم مستويات ثابتة وكان مقنعًا مع فريقه في حين أن باقي المحترفين لم يقدموا المستويات المأمولة. دوري من دون محترفين لم أكن أتفق في السابق مع الأندية التي طالبت باللعب موسما واحدا من دون مشاركة المحترف الأجنبي وتقييم التجربة ثم الحكم عليها، لأنني كنت مقتنعا بأن وجود المحترف الأجنبي أصبح ضرورة في دورينا فهو عنصر اضافي يعطي الكثير من اللمحات الفنية ويزيد من قوة التنافس، ولكن بعد أن شاهدت مستوى المحترفين في السنوات الأخيرة وتخبطات الأندية في تعاقداتها أصبحت اتفق مع تلك الأندية التي طالبت بدوري من دون محترفين، لما لا نجرب موسما واحدا ونرى قوة التنافس بين الأندية على صعيد اللاعبين المحليين، ولنعطي الفرصة للاعبينا في اللعب بجميع المراكز الأمر الذي من شأنه اكتشاف عدد من اللاعبين لمنتخبنا للرجال استعدادًا للمشاركات الخارجية القادمة. ولو تتبعنا الأرقام بالتأكيد سنجد أن معظم أموال الأندية تصرفها على اللاعبين الأجانب بينما لا يحصل لاعبونا المحليون إلا على القليل وكذلك الحال بالنسبة إلى المدربين الوطنيين. الفكر الاقتصادي ربما الأندية معذورة في اتباعها الفكر الاقتصادي في موضوع التعاقد مع اللاعبين الأجانب، حيث تقسم الميزانية على مراحل، بحيث تكون المرحلة الأولى بالتعاقد مع لاعب عادي في الدور التمهيدي يساهم في تأهل الفريق إلى الدورة السداسية، وبعدها يتم استبدال اللاعب بالتعاقد مع لاعب أفضل يتقاضى راتب أكبر، ونجد هذه الظاهرة منتشرة في الغالب في أندية المنافسة. من جانب آخر يعد هذا الفكر الاقتصادي جيد بالنسبة لإدارة المال وفن توزيعه على الموسم ولكن من ناحية أخرى مضر فنيًا بالفريق حيث إن وجود محترف مع الفريق منذ مرحلة الإعداد وحتى نهاية الموسم من شأنه أن يزيد من الانسجام المطلوب في الفريق وبالتالي ينعكس ذلك على النتائج في المباريات، ولكن حينما يتم استبدال المحترف أكثر من مرة فإن الفريق يصبح من دون انسجام وتتأثر النتائج بشكل واضح. المنتخب على نفس المنوال لم تكن اختيارات اللاعبين الأجانب لمنتخبنا للرجال في السنوات الأخيرة أفضل من اختيارات الأندية، حيث فشل منتخبنا أكثر من مرة الحصول على لاعب يلبي الطموحات ويعمل الفارق ويقود منتخبنا نحو البطولات، وكان منتخبنا يلجأ في الغالب إلى المحترفين الذين يشاركون في الدوري المحلي، يذكر أن منتخبنا استعان مؤخرًا بمحترف فريق الأهلي الأمريكي مالكوم وايت حيث شارك في البطولة العربية للمنتخبات بالقاهرة، ونجح منتخبنا في تحقيق إنجاز تاريخي بالحصول على المركز الثالث، وايت نفسه قدم مستويات جيدة في البطولة لكنه لم يكن اللاعب المؤثر، والجدير بالذكر أن فريق الأهلي مع هذا اللاعب أخفق في بطولتي الدوري والكأس على المستوى المحلي، ولذلك استغنى عن خدماته وفضل التعاقد مع محترفين جدد للمشاركة في بطولة الأندية الخليجية التي تقام في البحرين خلال الفترة من 12 وحتى 20 مايو الجاري.