هذا الرقم ليس من عندي رغم أنه لم يفاجئني وهو مستوى الدعم الحكومي للطاقة والذي يصل 228,75 مليار ريال سنوياً، أي يومياً تدفع الحكومة دعماً بمقدار 635 مليون ريال ، كما نشره المركز الدبلوماسي للدراسات الجديدة، لأنني أقدر رقم الدعم الحكومي بأكبر من ذلك، هذا الرقم هو "للطاقة" أي للسيارات والكهرباء حتى اصبح سعر لتر البنزين أرخص من الماء، والكهرباء أيضاً مدعوم من الحكومة، وتحلية المياه أيضاً مدعومة بنسب عالية جداً، والقمح، والأدوية من المستشفيات الحكومية، وتذاكر الطيران المحلي، لست هنا لأحصر كم أرقام الدعم الحكومي فهي بمئات المليارات من الريالات وهذه حقيقة لا يمكن أحد أن يخفيها أو ينفيها، ولا أعرف حقيقة كم مقدارها ولكن يمكن تقديرها بمستويات تفوق 300 مليار ريال سنوياً حين نحصرها، وأتمنى من وزارة التخطيط أن تنشر لنا الأرقام لكي نعرف كم مستويات الدعم الحكومي لكل ما يقدم للمواطن والمقيم. فهي ليست مخصصة لفئة دون فئة، بل شاملة "البنزين – الكهرباء – الماء – الدقيق – وغيرها". حتى ان الأسعار أرخص من كل دول الخليج العربي إن لم يكن عالمياً "بالكهرباء والماء والبنزين". وهذا يجب أن نسلم به "رقمياً" وهذا بذل كبير من الحكومة تقدمة ولا أحد ينكره، ولا يمكن ان يقارن بدول أخرى. هذا الدعم الحكومي، لا يراه الكثير كافياً، وهو حق لهم فهناك خدمات كثيرة يحتاجها المواطن من مقعد دراسي مناسب ومدرسة ملائمة، ومستشفى يسهل العلاج والسرير، ونقل عام، وقبلها سكن آمن، كثير من الخدمات التي تعتبر "أساسية" لا أحد ينكر أو يحق له أن ينكر الدعم الحكومي الكبير رقمياً وأضعه هنا بتقارير موثقة ويزيد سنوياً مع زيادة النمو السكاني والاقتصادي، ولكن المطلب هنا هو التوازن في الخدمات والدعم للمواطن، فلا نخفض البنزين والصحة مرتدية كخدمة، ولا نخفض الكهرباء والتعليم يحتاج الكثير من البيئة المدرسية والإصلاح وهكذا، فهناك مهم وهناك أهم من الخدمات ويتصدرها "السكن – التعليم – الصحة" هي ثالوث حاجة المواطن، وإن توفرت للمواطن مع توازن الدخل وتكلفة المعيشة، فهي ستحقق له الرفاهية الحقيقة المطلوبة، ولكن على المخطط أن يعمل على توازن "الخدمة والرفاهية" للمواطن ويركز على المدى الطويل "سكن – صحة – تعليم" فهي ما سيبقى ويستمر، أما الطاقة فما يحدث الآن"هدر " كبير ولا يؤثر كثيراً برفاهية المواطن حين نقارنه مثلا "بالسكن" أو "الصحة" أو "التعليم" حتى أجزم أن الكثير يريد رفع البنزين ولكن وفر له سكنا جيدا وتعليما جيدا وصحة جيدة ورعاية كافية، هي توازنات يجب أن يعمل على تحقيقها. وحين يختفي ذلك، سيغيب كل الدعم الحكومي الهائل ولا يبقى له أثر أو تأثير، مع تضخم تكلفة المعيشة والحياة حتى تأكل كل دعم ونمو تقدمة الدولة.