في كل رمضان تتضح المفارقة بين صنفين.. صنف يعيش البذخ والإسراف وآخر يتعفف ويكتفي بأقل الإمكانات ربما لا يستطيعون توفير احتياجات بيوتهم ولكنهم يعيشون «الفرحة غير المقوصة»، وما بين هذا وذاك تأتي آراء الأكاديميات والناشطات لتفرق بين الصنفين وتؤكد أن سعادة رمضان لا نفرق بين غني وفقير، بل على الموسرين مسؤولية كبيرة حيال غيرهم فى الشهر الفضيل. معادلة غير متوازنة عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة سامية العمودي قالت: نحن نعيش مشكلة في مجتمعنا هناك وعي وثقافة غريبة الشراهة والهوس في الشراء غير طبيعية بشكل عام وتزداد في شهر رمضان والذي هو في الأساس شهر تعويد النفس على الصبر والحرمان والإحساس بمجتمعات أخرى يعيشون الفقر والحاجة والعوز. وأضافت أيضا أن ما يدعو للعجب أن الكميات التي تشترى من احتياجات رمضان في أحيان كثيرة لا تستخدم وتخزن لفترات طويلة، إلى أن تنتهي صلاحيتها وترمى على حالها وفي الوقت نفسه هناك فئات تحتاج إلى أقل بقليل مما يتم شراؤه من باقي الأسر. معاناة الفقر الناشطة الاجتماعية والمهتمة بخدمة المجتمع ثريا بترجي تقول بأننا مجتمع أصبح يستقبل شهر رمضان باختيار الديكورات والأنتيكات والتسابق فيما بين الأسر بأيهم الأجمل صحيح أن شهر رمضان فرحة قدومه كبيرة ولكن بدون مبالغة. وتشير بأن أغلب الأسر السعودية تقبل على شراء احتياجات رمضان بكميات كبيرة تكفي لسنة قادمة فلو فكرنا بعمق نجد أننا لم نستهلك في الأكل والشرب الكثير، فيما تم شراؤه رمضان الماضي عكس ما تم شراؤه فمجتمعنا يقوم بالشراء بلا أي وعي وإدراك ومراعاة لظروف أسر تعانى الفقر والعوز وتعيش التعفف يتم البحث والتنقيب عن الكماليات، بينما نجد هؤلاء الأسر تبحث عن لقمة يسدون فيها رمق جوعها في مغرب رمضان، وتتابع لننظر لهؤلاء الأسر من ناحية إنسانية ولنفكر بالبذخ الذي نعيشه ولنبحث عن هؤلاء الأسر عن طريق مراكز الأحياء والذي يعمل فيه العديد من المتطوعات فيوجد مركز لكل حي يدرسون وضع ساكنيه بشكل منظم ودقيق وبالتحديد الأحياء الفقيرة ويتواصلون معهم ويتم حصر هؤلاء الأسر وبالتالي هناك أسر مقتدرة في أحياء أخرى يريدون بل ويتسارعون لمساعدة الأسر المحتاجة ويصل لهم الاحتياجات من سلة رمضان إضافة للكسوة، فهذا واجب الجمعيات المجتمعية المنظمة لتخدم أفراد المجتمع بأسلوب مؤسساتي مجتمعي منظم. الوعي الكبير مديرة القسم النسائي في إحدى الجمعيات الخيرية سابقا والمدير العام لشركة 4M لتنظيم المعارض مايا حلفاوي، تقول كان هناك ترف تشهده حياتنا ينقصه الكثير من الوعي والإدراك ولكن مع مرور الوقت أصبحنا أكثر وعيا فيما يتعلق بشراء احتياجات رمضان والضرورية منها، وأصبح هناك وعي لأهمية الأسر المحتاجة وكيفية مساعدتها والوقوف إلى جانبها ليعيشوا حياة كريمة غير محتاجين ينظر إليهم كل مؤسسات وأفراد المجتمع بعين الاهتمام والرعاية الكاملة، وأضافت أيضا صحيح بأن هناك اهتماما عن ذي قبل بتلك الأسر الفقيرة المتعففة ولكننا نظل مقصرين في حقهم فكل ما يقدم لهم من مساعدات نحصرها في شهر رمضان وهي مواد أولية لا تكفيهم شهر كامل فكيف بباقي أشهر السنة نحن بحاجة لمجتمع متضافر وأياد خيرة لتقديم المساعدات لهم بصفة مستمرة. سلة وكسوة إحدى المتطوعات أم تركي المالكي تهتم بتوفير سلة وكسوة رمضان للأسر المحتاجة والمتعففة وتقوم بتقديمها لهم عن طريق أهل الخير والذين لا يترددون لحظة في مساعدتهم وتقوم بتوصيلها لهم إلى منازلهم، فهي تجد نفسها مسؤولة عن تلك الفئة فهي فرد من أفراد المجتمع وحس المسؤولية الاجتماعية تأصل فيها وتجد مساعدتهم واجب عليها. وتضيف: كم تجد الفرح والسعادة في وجوه تلك الأسر المقفلة بيوتها وتفتح عندما تأتي لتقديم المساعدة إليهم ويستقبلون مايقدم لهم بحمد الله وشكره ودعواتهم الكثيرة التي لا تنتهي حتى بعد خروجنا من منازلهم وتجد في أعينهم نظرات أمل تسبقها دموعهم بأننا لن ننساهم وسنأتي مرة أخرى لمساعدتهم وتقديم العون لهم. وتختتم حديثها بأن هناك فئة هم أشد الحاجة للمساعدة والوقوف معهم كأسرة مات أو دخل السجن معيلها أو كان مريضا لا يقوى على العمل فمن أين سيحصلون على قوت يومهم فيأتي هنا دور أهل الخير والمحسنين. المزيد من الصور :