×
محافظة المنطقة الشرقية

الأسبرتام أحلى من السكر.. ولكن هل هو سام؟

صورة الخبر

‭‮على الرغم من أني أبحث عن البرامج الخفيفة والمسلية والمضحكة في مساء رمضان، بعد يوم طويل من الصيام، وهو ما كنت أتمنى الحصول عليه من برنامج يشارك فيه أحد نجوم الكوميديا في المملكة أي الفنان ناصر القصبي، إلا أنه أتى بنقيض ذلك في الحلقتين الثانية والثالثة من برنامجه الجديد "سيلفي" الذي يبث على قناة إم بي سي، إذ نثر الحزن والأسى وكشف عن حال أمتنا الإسلامية التي اُبتليت بتلك الثلة الداعشية، وليكشف في هاتين الحلقتين مواقف من يقف مع الإنسان والحياة والعدل ومن يقف مع الظلم والقتل والإرهاب. وكما هو متوقع، فإن عددا لا بأس به من أتباع الفكر الضال بما فيهم بعض من يعيش بيننا للأسف، خرجوا ووجهوا للقصبي أقبح الاتهامات؛ ليتحول المشهد إلى حملة تهديد علني بالقتل وصفها موقع "السي إن إن" بأنها "حملة قاسية تطال الممثل الكوميدي السعودي الشهير، ناصر القصبي، بعد حلقات برنامجه الرمضاني "سيلفي" التي خصصها للسخرية من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وطريقة سيطرته على أتباعه والممارسات المتهم بها مثل ما يعرف بـ"جهاد النكاح" إلى جانب "الغزو" و"السبي"، وليستمر سيناريو حرب الإرهاب التي تتبعها هذه الجماعة ضد كل من يخالف منهجها، وكل من ينتقد أداءها وكل من يقدم الحياة على الموت والفرح على الأسى والحزن. لا أدري كيف يمكن للبعض ممن ابتلاه الله بمحدودية التفكير أن يعدّ ما تضمنته الحلقة من نقد لاذع للدواعش بأنه استهزاء بالدين؟ كيف يمكن لشيخ عاقل يدعي أنه يعي معنى الدين أن يعدّ أن داعش يمثلون الدين؟ لقد كشفت هذه الحلقة في تقديري من خلال النقاشات التي دارت في مواقع التواصل الاجتماعي، حقيقة بعض الأسماء التي تدعي الدين والدعوة إليه، وعلى الجهات الرسمية في تصوري أن تأخذ مداخلاتهم وتعليقاتهم وتهديداتهم المبطنة على محمل الجد، فالمتعاطف معهم لا يختلف كثيرا عن المؤيد لهم، وبالتالي فالضرب بيد من حديد هو العلاج الوحيد لتلك الأصوات التي استغلت وتجاوزت وادعت ظلما أنها تتحدث باسم الدين. الدولة في تقديري تقوم بدور كبير في محاربة هؤلاء الدواعش الذين أعلنوا العداء وحملوا السلاح ضدها، إلا أن هناك بيننا من يحملون سلاح تأييد العدو بتغليف كلامهم بحروف تستسيغها آذان البعض، ويستهجنه كل عقل مدرك لبواطن الأمور، لذا لا بد لنا جميعا من محاربة هذا الفكر وكشفه للناس.