×
محافظة الرياض

بالصور.. "سبق" ترصد المسطحات الخضراء شمال "وادي الدواسر"

صورة الخبر

الكثير من الناس يرغب في اقتناء الأشياء الثمينة، ولكن ضيق اليد يتسبب أحياناً في الحؤول دون ذلك، وهناك أشياء ثمينة، ربما تؤول لأشخاص لا يعرفون قيمتها، فيقومون بالتصرف بها، من خلال تجار، يسارعون إلى بيعها والاستفادة من أسعارها الرمزية، ويقبل عليها آخرون مقدرون لقيمتها وهم أحوج إلى الاحتفاظ بها، رغبة منهم في اقتناء الماركات العالمية من الملابس المستعملة أو الأثاث أو الأغراض المستعملة، فيبحثون عنها حثيثا في كل مكان من خلال التوجه إلى الأسواق حيناً أو البحث في الأسواق الإلكترونية حيناً آخر، أو غيرها من الوسائل . البعض مهووس بشراء الأغراض المستعملة وهي في نظره أفضل من الجديدة إن لم تمثل ماركة عالمية أو نوعاً مشهوراً، فيفضل شراءها مستعملة عن أن تكون رديئة الصنعة . ولكن لابد من الوقوف على أضرار بعض المشتريات المستعملة وتتسبب في الكثير من المشكلات ربما الصحية إذا كانت ملابس أو مالية أو صحية إن كانت أغراضاً منتهية الصلاحية أو فقدت رونقها أو شكلها الجمالي أو التقنية التي صنعت بها من خلال الوقت الطويل التي مرت به . جمال عمر "مدرس" يقول: دائماً يقبل البعض على شراء المستعمل توفيرا للمال، ولاسيما الملابس، لأن أماكنها معروفة ومشهورة بالنسبة لهم، والكثير من الفقراء الذين يبحثون عن ماركات عالمية لملابس رياضية لا يمكنهم الحصول عليها لأسعارها المرتفعة، ومنهم من يلجأ إلى الأسواق المستعملة باحثاً عما يريد" . ويضيف عمر: "الكثيرون ممن يتوجهون إلى هذه الأماكن تتكون لديهم معرفة ويكتسبون خبرات عن أماكن تواجدها والكثير ممن أعرفه بات يستسهل الأمر عند الرغبة في شراء شيء بعينه، يتوجه إلى هذه الأماكن مباشرة من غير أن يبحث عنها في المحال المتخصصة أو الأسواق أو المولات العادية المنتشرة، لاعتقاده الخطأ بأنه سيجدها غالية الثمن" . ويرى عمر أن هوس المستعمل عند الكثيرين يتمثل في البحث عن الأغراض التي ربما يمكن أن يحتاجها يوماً ما في الشبكة العنكبوتية أو الإعلانات المبوبة في المجلات المتخصصة والصحف، فهناك الكثير من الأغراض يستغني عنها أصحابها ربما تناسب البعض الآخر" . ويقول عمر: "كثيراً ما وجدت أشياء ذات قيمة تاريخية وفينة تباع في الطرقات، مع من لا يعرفون قيمتها التاريخية والفنية، وفي هذه الحال أبادر سريعاً لاقتنائها وإهدائها في بعض الأحوال للأماكن الخاصة بها . أما أحمد فوزي ( موظف في شركة اتصالات) فيرى أن اللجوء إلى الأسواق التي تبيع هذا النوع من الأدوات يرجع إلى الرغبة في التوفير أحيانا أو البحث عن أغراض ربما تكون غالية الثمن لدرجة لا يمكن اقتناؤها، ولذا يكون السبيل الوحيد لذلك الشراء عن طريق هذه الأسواق . ويؤكد فوزي أن الكثيرين يقتنون أغراضاً ذات قيمة من خلال البحث عنها في أسواق المستعمل ومنها بعض أثاث المنازل التي استغنى عنها أصحابها أو الأدوات الرياضية غالية الثمن وأجهزة التمارين المنزلية أو بعض أدوات التقنية، أو التحف الفنية واللوحات وغيرها . ويقول فوزي: إن الاهتمام بالاقتناء لدى البعض ربما يدفعهم إلى البحث عنها في أي مكان وفي بعض الدول تجد أشياء ذات قيمة عالية تباع في الشوارع وعلى الطرقات من دون تقدير لقيمتها الفنية، اللوحات الفنية في عصر النهضة بيعت بأقل الأسعار على الأرصفة بعد أن وجدها من يقدرها ويعرف قيمتها . هوس الانتيكات ياسر أبو زيد، يرى أن اقتناء الأشياء المستعملة ذات القيمة العالية هوس لدى البعض ممن يهتمون بالبحث وراء تاريخ الأشياء، من لوحات فنية وأنتيكات أو حتى أنواع من الملابس المستعملة التي تحمل ماركات عالمية . ويقول أبو زيد إنني أحتفظ بكل ما له قيمة ولا أبادر بالبيع كما يفعل الكثيرون، ولكن من تؤول إليهم أغراض ذات قيمة علمية أو تاريخية أو فنية ممن لا يعرفون قيمتها ولا يقدرون فنيتها ربما يسارعون إلى التخلص منها لا لشيء غير توفير المكان الذي تشغله، وربما تقع هذه المقتنيات أيضاً من كتب مهمة أو نسخ لمخطوطات علمية أو تحف فنية في أيدي من يقدرها من خلال بيعها في سوق المستعمل . ويضيف أبو زيد أن الذين يهتمون باقتناء الأشياء المستعملة لا تقتصر رغبتهم على توفير المال فقط بل تمتد إلى البحث عن القيم التاريخية والفنية أو لعدم تواجدها وندرتها في الأسواق جديدة، ومضطرون لذلك في حال الحاجة الشديدة . ويقول محمد دلوار (عامل): إن اللجوء إلى الأسواق المستعملة، له دوافع عدة منها رخص الثمن، وتواجد البضائع التي أرغب في شرائها بكثرة وتنوعها، ووجود قطع أصلية، ما أرغب بشرائه، وربما تكون غالية الثمن إذا اشتريتها جديدة، وهذا الأمر يدفعني ويدفع الكثيرين، ممن أعرفهم إلى التوجه إلى أسواق المستعمل عند الحاجة إلى الشراء . ويضيف دلوار إن البحث عن بعض البضائع أو القطع مما لا يتوافر إلا في أسواق المستعمل يجعل الهوس بها كبيراً، نظراً للحاجة الملحة، ولا يقتصر الأمر على مجرد رخص الثمن أو جودة البضائع . أما عن العواقب الصحية التي تقع على البعض من شراء ملابس مستعملة فيقول دلوار: "لا يهتم الكثيرون ممن يتوجهون إلى هذه الأسواق لأنهم في أغلب الأحيان من الطبقات الفقيرة وذوي الدخول المحدودة، مما يجعلهم لا يأبهون بها" . منال شادي ( سكرتيرة) تؤكد أن حبها في اقتناء الكتب والمخطوطات العلمية والنسخ النادرة جعلها تجوب بعض أسواق المستعمل للبحث عنها، وتضيف أنها كثيراً ما احتفظت بنسخ كتب لم تجدها في المكتبات ورغبتها في الاحتفاظ بها دفعها إلى شرائها قديمة، وما زالت مكتبتها تزخر بهذه الكتب إلى الآن . وترى شادي أن هوس شراء المستعمل يصيب البعض عند التردد على هذه الأماكن وحب اقتناء الأشياء التي كانت ثمينة في يوم ما ، ومنهم من يبحث عن فرص للشراء من خلال قصد تجار بعينهم يتعاملون معهم ويخصونهم بالثمين من المقتنيات . يقول صلاح نصر: إن الكثير ممن يتوجهون إلى أسواق المستعمل ولاسيما الملابس يقصدونها لرخص ثمنها وأنها مناسبة لذوي الدخول البسيطة، وتعد منفذاً لقضاء احتياجاتهم الشرائية من ملابس وبضائع . ويضيف نصر: "أعرف الكثيرين ممن يذهبون للتسوق من أسواق المستعمل ويحرصون على اقتناء البضائع المهمة التي يحتاجون إليها، وتسد حاجتهم الشديدة في كثير من الأحيان وتوفر لهم مبالغ مالية في حاجة لها" . ويرى نصر أن الكثير من مرتادي هذه الأماكن من الجنسيات الآسيوية من ذوي الدخول البسيطة والتي لا تناسب دخولهم التسوق في الأماكن الفخمة ويستثني البعض قائلاً: إلا الذين يبحثون عن أشياء بعينها، فإنهم يتوجهون إليها بحثا عنها أو من خلال بحثهم على شبكات الإنترنت أو الصحف، وهؤلاء قلة وغالباً ما تكون احتياجاتهم لها غير ملحة .