يقولون الحياة مدرسة. وهي مدرسة فعلاً، سوى أن دروسها قاسية، لأن المواد العلميّة تستخدم الأفراد والمجتمعات والشعوب وحتى الأمم في التطبيق. خصوصاً في حصص الأحياء، التي فيها دعابة سوداء مضمرة: حصص الأحياء، أي الآدميين، من سياط العتاة. الحروب اليوم مكتبات متنقّلة، ثقافات ومعارف وعلوم. الذين يخططونها فلاسفة وعلماء، يغوصون في أعماق النظريات الاستراتيجية منذ الصيني صن تزو صاحب كتاب فن الحرب، في الجوانب الحربية المحضة. وأروع ما يوصي به هو أن تقضي على خصمك من دون عناء ملتقى الجمعين، تجهز عليه بلا احتكاك، تجنّباً لخسائر الأرواح. وقد حقق العلم الحديث أحلام الصينيّ بصناعة القاذفات العملاقة من كبد السماء، والطائرات من دون طيار وغيرها. العسكريون غير متخصصين في الأديان والمذاهب والطوائف والعادات والتقاليد، فهم في حاجة إلى مفكرين وباحثين، يشقّون دروب التخطيط، وإلى خبراء أنثروبولوجيين ييسّرون التعامل مع المجتمعات التي يراد تليين عظامها. ستسأل جنابك قطعاً: وأين دور العلماء؟ المثال بسيط، مثلاً: ثمة فيروسات مختبريّة أعدّت خصيصاً لتنخر أجساماً معنيّة مقصودة ضمن التخطيط الاستراتيجي. في علم الأمراض صار معروفاً أن الجرعات الضئيلة والمقطوعة قبل الأوان من المضادات الحيويّة، تقوّي مناعة الفيروسات، وتجعلها تنتشر على نحو مذهل في المقاومة، إلى أن تنهار القدرات الدفاعية. الآن، انقل المشهد إلى مستوى البشر والبلدان، واجعل طرق المكافحة متهاونة متقاعسة غير مجدية، بل استحمق جهاز المناعة وأعطت الفيروسات البشرية ما تكافح به القدرات الدفاعية، عبر حدود بلد يدّعي صداقة العرب، وسترى كيف يستشري الداء. ضع كل هذا جانباً، فالمهم لدى النظام العربيّ، الذي لم يعد غير اسم من دون مسمّى، هو أن هذه الأمور معقّدة وتحتاج إلى نصف قرن في الأقل لتتنفس الأوضاع الصعداء وتبدأ في التفكير الجدّيّ. الحلّ السريع إذاً، هو أن نبني الآمال على انتخابات إسرائيل تارة، ولتغيير مذاق المنام، على انتخابات تركيا تارة أخرى. ونتقلّب ذات اليمين وذات الشمال. لزوم ما يلزم: النتيجة المنطقية: من هم المعنيّون بقوله تعالى: وأعدّوا لهم؟ البراهين الملموسة ضرورية. abuzzabaed@gmail.com